نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تهديد بفتح طاجيكستان.. "طالبان" خارج حدودها! - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 06:28 صباحاً
شبكة أطلس سبورت - استنساخ النموذج فكرة ملهمة للجماعات الجهادية أو الانفصالية، فصعود حركة "طالبان" إلى السلطة في كابول وفرضها أيديولوجيتها الدينية على المجتمع الأفغاني، في صورة يمكن تلخيصها بعبارة إسقاط "الجمهورية" وقيام "الإمارة الإسلامية"، لا يزالان يلقيان بظلالهما على الدول المجاورة لأفغانستان التي تخشى استنساخ التجربة. وباتت هذه المسألة عاملاً في إدارة علاقاتها الخارجية، مثلما تشهد حالة العلاقات بين باكستان وطاجيكستان اللتين تجمعهما مخاوف من تهديد مشترك.
فباكستان التي ساهمت في تشكيل حركة "طالبان" منذ نشأتها في مواجهة المد الشيوعي، ورثت في النهاية حركة "طالبان-باكستان" المنتشرة على خط ديورند بطول حدودها مع أفغانستان والتي تتخذ من المناطق القبلية المتمردة على حكومتها في إسلام آباد فرصة لإعلان إمارتها الإسلامية المستقلة.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى دولة طاجيكستان التي لديها مخاوف قديمة من صعود حركة دينية إلى السلطة في أفغانستان، فهي تواجه الآن تهديداً جدياً من حركة "طالبان-طاجيكستان" (أنصار الله) التي تأسست عام 2006 على يد أمر الدين طوباروف، والتي تتخذ من شمال أفغانستان وشرقها، بخاصة ولاية بدخشان الحدودية، مقراً لعملياتها التي تشنها ضد الدولة الطاجيكية، وهدفها الأول تحويلها إلى إمارة إسلامية.
تهديد مشترك
بذلك، فإن الموقف الأمني من "طالبان-أفغانستان" هو بمثابة محددٍ قوي للعلاقة بين إسلام آباد ودوشنبه، وهو ليس بالطبع موقفاً استراتيجياً، فباكستان بالأمس كانت داعماً قوياً لتلك الحركة وقتما كانت في المعارضة، بينما طاجيكستان لم يكن لديها الموقف نفسه، وهو ما يفسر لماذا لجأت المعارضة الأفغانية إلى طاجيكستان بعد عودة "طالبان" إلى الحكم. لكن في الوقت الراهن يصر الطرفان على تشكيل حكومة وطنية شاملة في أفغانستان؛ لأن ذلك هو السبيل الوحيد للسيطرة على كل أراضيها من أجل التصدي للجماعات المسلحة التي تتخذ من حدودها مركزاً للعمليات التي تشنها على دول الجوار.
كما أن البلدين يجدان في حكومة كهذه، فرصة لتحقيق علاقة طبيعية مع أفغانستان والتخلص من معادلة مقايضة التهديد التي تمارسها "طالبان"، إذ هددت تلك الحركة بلسان أحد قادتها العسكريين، مولوي أمان الدین منصوري، بفتح طاجيكستان إذا ما قدمت الدعم إلى جبهة المعارضة الوطنية الأفغانية، بخاصة "جبهة بنجشير" التي يتزعمها أحمد مسعود. وهو ما دفع حكومة دوشنبه إلى تقييد نشاط تلك الجبهة داخل أراضيها.
لكن يمكن النظر إلى زيارة رئيس وزراء باكستان شهباز شريف لدوشنبه، في تموز/يوليو 2024، بوصفها رسالة تقارب بين البلدين في مواجهة تهديد مشترك، هو "طالبان" الأفغانية، إذا لم تعمل في إطار وطني يُلزمها مكافحة الجماعات التي تستقر على أراضيها، بخاصة أن باكستان، بخبرتها الاستخبارية يمكنها أن تقدم الكثير من الدعم الى جبهة المقاومة المناهضة لـ"طالبان" بمساعدة طاجيكستان التي تشاركها المخاوف نفسها.
استنساخ النموذج
ليس من المبالغة الحديث عن مخاوف استنساخ نموذج "طالبان"، فدول جوار أفغانستان لديها اتفاق على احتواء "طالبان" ومساعدتها على الانتقال إلى مرحلة النضج السياسي؛ لكن هذه الدول نفسها لا تثق بالحركة الدينية التي لديها انقسامات داخلية وتقوم باستضافة الكثير من الحركات المسلحة التي تهدد دول الجوار بالكامل، بداية من الصين حتى طاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان وإيران وباكستان، وهو ما دفع تلك الدول إلى بناء حزام أمني على حدودها مع أفغانستان. الأمر يتعلق بنموذج "طالبان" الذي يعني استمرار طبيعته القبلية والدينية بقاء احتمالية استلهامه واستنساخه. وهو ما شعرت باكستان بجديته وخطورته بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له محطة سكك حديد "جعفر إكسبريس" من جانب حركة بلوشستان الانفصالية.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى دولة طاجيكستان التي لديها رئيس يحكمها بنظام أبوي منذ عام 1994، ويفرض سياسة قسرية تحظر تربية اللحية للرجال وارتداء الحجاب والزي الغربي للنساء، فإن النموذج المسلح الذي قادته "طالبان" سيكون ملهماً للكثير من الأحزاب الإسلاموية التي لا تزال ترى في نظام إمام علي رحمان حكماً استبدادياً.
أخبار متعلقة :