نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قلب صناعي ينقذ حياة رجل لمدة 105 أيام متواصلة.. إنجاز تاريخي - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 05:30 صباحاً
شبكة أطلس سبورت - في خطوة طبية غير مسبوقة، شهدت بداية شهر فبراير إنجازا تاريخيا، حيث تمكن رجل أسترالي في العقد الرابع من عمره من مغادرة المستشفى حاملا في صدره قلبا صناعيا متطورا، يتميز بصلابته وقوته، فهو مصنوع من معدن التيتانيوم المقاوم للكسر.
هذا القلب الصناعي، الذي يبلغ حجمه حجم قبضة اليد، يعمل كمضخة تيتانيوم متطورة، حيث يقوم دافع معلق داخل الجهاز بدفع الدم بكفاءة إلى الرئتين، مما ساعد الرجل على البقاء حيا لمدة مائة وخمسة أيام متواصلة، خلالها استطاع ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.
في السادس من شهر مارس، وبعد توفر قلب بشري متبرع، خضع الرجل لعملية جراحية أخرى تم خلالها استبدال القلب الصناعي بقلب المتبرع. يشير الأطباء إلى أن القلب الصناعي لعب دورا حاسما في إنقاذ حياة المريض، حيث كان قلبه الطبيعي معرضا لخطر الفشل التام قبل توفر قلب المتبرع.
كيف أنقذ القلب الصناعي حياة المريض؟
قبل زراعة القلب الاصطناعي، كان المريض يعاني من قصور حاد في القلب، مما كان يجعله غير قادر على المشي لمسافات تتجاوز العشرة أو الخمسة عشر مترا دون الشعور بضيق شديد في التنفس.
أما الآن، وبعد زراعة القلب البشري، فقد استعاد المريض قدرته على الحركة والنشاط، وبات قادرا على ممارسة أمور كان قد فقد القدرة عليها منذ سنوات طويلة، وذلك بحسب ما صرح به الدكتور كريس هايوارد، طبيب القلب المتخصص في عمليات الزرع ورئيس الفريق الجراحي في مستشفى سانت فنسنت في سيدني، حيث تم إجراء هذه العملية الجراحية الرائدة.
وقد وصف الدكتور بول جانز، الجراح الرئيسي الذي قاد العملية، هذا الاختراع بأنه "يغير قواعد اللعبة تماما"، وأعرب عن شعوره بـ"القشعريرة" عند مشاهدة نجاح هذه العملية.
ثمرة جهد عمره 25 عاما
هذا الإنجاز الطبي الهام لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة جهد دؤوب استمر لمدة تقارب الخمسة وعشرين عاما.
تعود قصة هذا الابتكار إلى المهندس الطبي الحيوي الأسترالي دانيال تيمز، الذي بدأ العمل على تطوير قلب ميكانيكي قادر على استبدال القلوب المتضررة بشدة منذ عام 2001، بعد أن تعرض والده لنوبة قلبية. وبدافع من شغفه بالهندسة، وخبرته المستمدة من كونه ابنا لسباك، بدأ تيمز رحلته في متجر للأدوات، حيث قام بتوصيل الأنابيب والصمامات لمحاكاة نظام الدورة الدموية البشري.
إن رؤية اختراعه ينقذ حياة مريض في أستراليا يعاني من تلف شديد في القلب، بعد سنوات من التطوير والتجارب على الحيوانات، يمثل بالنسبة لمخترعه لحظة فارقة وإنجازا شخصيا كبيرا.
حتى الآن، لا يزال عمر قلب BiVACOR الاصطناعي الكامل داخل جسم الإنسان غير محدد بدقة، ولكن التجارب المخبرية أظهرت أنه قادر على العمل بشكل متواصل لمدة أربع سنوات، وما زال العد مستمرا.
تجدر الإشارة إلى أن القلوب الاصطناعية الأقل متانة يمكن أن تستمر لسنوات في بعض المرضى الذين ينتظرون عمليات زرع القلوب.
معلومات عن القلب الصناعي
يمثل قلب BiVACOR الاصطناعي الكامل إنجازا ثوريا، يمكن من خلاله استبدال القلب البشري الطبيعي بعد تعرضه للفشل بشكل كامل، بهذا القلب الصناعي. وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات عن قلب BiVACOR.
التكنولوجيا والتصميم
. يعتمد هذا القلب الاصطناعي الكامل على مضخة دوارة تعمل على ضخ الدم إلى كل من الجسم والرئتين. أو بمعنى أدق إلى كل من الدورة الدموية الجهازية، والدورة الدموية الرئوية.
. يستخدم هذا الجهاز الثوري تقنية الرفع المغناطيسي، التي يمكنها تدوير جزء متحرك واحد، مما يقلل الاحتكاك والتآكل، وبالتالي تساعد على زيادة عمر الجهاز الافتراضي.
. تم اختيار مادة التيتانيوم لصنع قلب BiVACOR، والتي تتوافر فيها العديد من المزايا، أبرزها أنها مادة متينة ومتوافقة حيويا مع جسم الإنسان.
. يتميز حجم القلب الصناعي بأنه مناسب لمعظم الرجال والنساء، مما يجعله خيارا جيدا، وقابلا للتطبيق على مجموعة واسعة من المرضى.
الميزات والفوائد
. يمكن أن يحل قلب BiVACOR بشكل كامل محل كلا البطينين في القلب الفاشل، بطريقة توفر للمريض الذين يعاني من فشل القلب الحاد حلا شاملا.
. رغم حجم هذا القلب الصناعي الصغير، إلا إنه قادر بشكل كبير على توفير كمية كافية من وظائف القلب الطبيعي، لتلبية احتياجات الجسم حتى أثناء المجهود البدني.
. بفضل تصميمه المبتكر، يهدف القلب الاصطناعي إلى تقليل مخاطر المضاعفات المحتلمة؛ بسبب القلوب الاصطناعية التقليدية الأخرى، مثل تجلط الدم والعدوى.
. يهدف هذا القلب الاصطناعي إلى تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من مشاكل حادة في القلب، بصورة يمكن أن تمنحهم فرصة أخرى في الحياة.
الوضع الحالي والتطورات
. لا يزال قلب BiVACOR الاصطناعي الكامل حتى الآن قيد الدراسة، وبالفعل بدأ إجراء حوالي ست عمليات زرع تجريبية له في بعض المراكز الطبية المتخصصة.
. شهد العالم مؤخرا إنجازا طبيا بالغ الأهمية، حيث تم إجراء أول عملية زرع قلب اصطناعي كامل من نوع BiVACOR خارج الولايات المتحدة، لتكون هذه هي المحاولة السادسة من نوعها على مستوى العالم.
. يواصل العديد من الباحثين والمهندسين سعيهم لتطوير هذا الجهاز وتحسين قدراته، في محاولة لجعله خيارا علاجيا متاحا على نطاق واسع للمرضى الذين يعانون من فشل القلب الحاد.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن قلب BiVACOR الاصطناعي الكامل يمثل نقلة نوعية في تصميم القلب الاصطناعي. ومن المقرر خلال السنوات القادمة، أن يتم تطوير تقنيات هذا القلب الاصطناعي بهدف تطوير تصميمات مضخة البطين الأيسر المساعدة، والتي من شأنها أن تكون أكثر فاعلية للمرضى مقارنة بالأجهزة الحالية.
ويؤكد الدكتور هايوارد، أحد القائمين على هذا المشروع، أن "قلب BiVACOR الاصطناعي الكامل يمثل نقلة نوعية في مجال عمليات زرع القلب، سواء في أستراليا، أو على المستوى الدولي." ويضيف: "نتوقع أن يصبح هذا القلب الاصطناعي، خلال العقد القادم، خيارا حيويا للمرضى الذين لا يستطيعون انتظار قلوب المتبرعين، أو الذين لا تتوفر لهم قلوب متبرعين على الإطلاق".
0 تعليق