نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران تُقيّم الضربات الأميركية ضد الحوثي على أنها ضغط عليها - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 08:12 صباحاً
شبكة أطلس سبورت - في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الأميركية والبريطانية، مساء السبت، على صنعاء وصعدة في اليمن، والتي أدّت إلى مقتل وجرح العشرات، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قاد هذه العملية العسكرية من غرفة الحرب في فلوريدا، إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين، محمّلاً طهران مسؤولية الإجراءات اليمنية ضد المصالح الأميركية. ويشير ترامب بذلك إلى نحو 174 ضربة نفّذها الحوثيون ضد السفن والطائرات الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، والتي بدأت العام الماضي دعماً للشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
تعقيباً على الغارات الأميركية على اليمن، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من دون أن يشير مباشرة إلى تصريحات ترامب، إن واشنطن ليست في موقع يؤهّلها لإملاء سياستها الخارجية على إيران، وإن ذلك العهد قد ولّى اعتباراً من 1979، في إشارة إلى عام انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وأضاف عراقجي في منشور: "ضلّلوا (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن في العام الماضي لدفع مبلغ غير مسبوق قدره 23 مليار دولار لكيان منفّذ للإبادة الجماعية، فقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، فيما يحمّل العالم أميركا مسؤولية ذلك بالكامل". وخاطب السلطات الأميركية قائلاً: "أوقفوا دعمكم للإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيليين؛ أوقفوا قتل الشعب اليمني".
"ردّ ساحق ومميت"
وكان القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي أول قائد عسكري إيراني كبير يعلّق على الغارات التي استهدفت الحوثيين، قائلاً: "أعلنا دائماً، ونؤكّد اليوم أيضاً أن اليمنيين هم شعب مستقلّ وحرّ في وطنه، ويتبع سياسات مستقلّة؛ وأن أنصار الله، بوصفهم ممثلي الشعب اليمني، يتخذون قراراتهم الاستراتيجية والعملانية، بصورة مستقلة".
ومن دون الإشارة إلى تحذيرات ترامب، لفت إلى أن إيران "لن تكون البادئة في الحرب إطلاقاً، لكنها - إن تعرّضت لتهديد - ستردّ رداً ساحقاً وحاسماً ومميتاً".
ويُعدّ هذا الموقف للّواء سلامي تكراراً لموقف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي تحدث قبل أيّام عن ست عقبات رئيسية تعترض إجراء أيّ محادثات مع واشنطن.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "العدوان العسكري الأميركي والبريطاني يمثّل انتهاكاً صارخاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي في ما يخص منع اللجوء إلى القوة واحترام وحدة أراضي الدول وسيادتها الوطنية"، مشدداً على أنّ "استمرار القتل والاحتلال في فلسطين يشكّل أساس ومصدر التدهور الأمني في منطقة غربي آسيا، والذي يستمر مسنوداً ومدعوماً من أميركا وبريطانيا وبعض الدول الغربية الأخرى، ويعرّض السلام والأمن الإقليميين والدوليين للخطر بشكل غير مسبوق".
"تحذير جادّ"
ولقيت الغارات الجوية الأميركية والبريطانية على اليمن، مساء السبت، ردود أفعال واسعة ومختلفة لدى الإيرانيين، فقد استنكر معظمهم الضربات، واعتبر البعض أنها تمثّل تحذيراً جاداً لإيران كي تدخل في محادثات واتفاق مع الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن "الهجوم الأميركي على اليمن هو في الحقيقة استعراض أميركي للقوة أمام إيران".
وكان نظام بشار الأسد الحليف الاستراتيجي لإيران سقط، العام الماضي، كما قضت قيادات رئيسية في "حزب الله" و"حماس"، وهُمّش "الحشد الشعبي" في العراق؛ وكل هذه المجموعات والقوات العسكرية والسياسية كانت تقيم علاقات وثيقة مع إيران. أمّا القوّة الوحيدة القريبة من إيران، والتي بقيت في مأمن من هجوم أميركي جادّ، فهي جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن.
وتقول أميركا وإسرائيل إنّ الحوثيين يقومون، بدعم من إيران، باستعراض القوّة في البحر الأحمر وخليج عدن ضد الملاحة البحرية الدولية والقطع العسكرية الأميركية، لكن إيران نفت ذلك مراراً، وقالت إنّها تدعم فقط مواقف اليمنيين المعادية للصهيونية والداعية للاستقلال.
وتزامنت الغارات الأميركية الأخيرة على اليمن مع بعض التكهنات بشأن استعدادات واشنطن وتل أبيب لشنّ عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية إن لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي مع طهران؛ وهذا الأمر زاد من خطورة الهجمات.
وقبل أيام، زار المستشار الديبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش طهران، وسلّم وزير خارجيتها رسالة من ترامب موجّهة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ولم يُنشر بعد أي خبر رسمي عن فحوى هذه الرسالة، غير أن مواقف خامنئي تُظهر أن الرسالة هي بمثابة إنذار لطهران كي تتخلّى عن دعمها لوكلائها، بمن فيهم الحوثيون. ويقول خامنئي إن ايران لا تملك وكلاء لها في الشرق الأوسط، بل إن هؤلاء هم قوى شعبية استلهمت من الثورة الإسلامية للتصدّي للتدخّلات الأجنبية وجرائم إسرائيل.
ويبدو أن الولايات المتحدة وضعت على أجندتها مجموعة من الإجراءات العسكرية والديبلوماسية والقرارات المباشرة وغير المباشرة في سبيل الضغط على إيران، إذ يتم تقييم الهجوم على اليمن ضمن هذا الإطار.
0 تعليق