دعاء المطر، تلك الكلمات التي تتردَّد على ألسنة المؤمنين عند أولى قطرات الماء التي تنزل من السماء، تحمل في طياتها معاني عميقة من الشكر والرجاء والخوف.
وإنه ليس مجرد دعاء عابر، بل هو صلة بين العبد وربه، يعبر فيها الإنسان عن ضعفه وحاجته إلى خالق السماوات والأرض.
والمطر، ذلك النعمة التي تحيي الأرض بعد موتها، وتعيد الحياة إلى القلوب بعد قنوطها، هو أحد آيات الله العظيمة التي تذكر الإنسان بعظمة الخالق ورحمته الواسعة.
وفي هذا التقرير، من خاص عن مصر، نسلط الضوء دعاء المطر المستجب عن هطول الأمطار الغزيرة.
اقرأ أيضًا: تُصدر لأكثر من 50 دولة.. نمو مصانع الورق السعودية بنسبة 9.5%
الأمطار في السعودية
وشهدت المملكة العربية السعودية خلال الساعات الماضية، هطول أمطار غزيرة في مناطق عدة، شملت العاصمة الرياض، مكة المكرمة، جدة، الطائف، المدينة المنورة، المنطقة الشرقية، وعسير.
وتسببت هذه الأمطار في تجمعات مائية كبيرة، وتعطل حركة المرور، وأحيانًا في سيول جارفة أثارت قلق السكان، مما دفع الجهات المختصة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة الجميع.
وورغم ذلك، فإن هذه الأمطار تعد نعمة عظيمة في بلد يتميز بمناخه الصحراوي، حيث يعتمد بشكل كبير على مواسم الأمطار لتعزيز مخزون المياه الجوفية وسقاية الأرض والمراعي.
وقد دفع هذا التباين بين النعمة والمخاطر التي تحملها الأمطار، الكثيرين إلى التوجه إلى الله بالدعاء، كما أوصت السنة النبوية بذلك.
- حالة الطقس في السعودية
دعاء المطر في الإسلام
ودعاء المطر هو من السنن النبوية التي حث عليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر المطر في الإسلام رحمة من الله، حيث قال تعالى: “وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد” (الشورى: 28)، وعندما ينزل المطر، يستحب أن يدعو المسلم بما ورد في السنة النبوية، مثل قول: “اللهم صيبًا نافعًا”، وذلك طلبًا للخير والبركة.
كما أن هناك أدعية تقال عند هطول الأمطار الغزيرة التي قد تسبب ضررًا، مثل: “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر”.
وهذا الدعاء يعكس التوازن بين طلب الرحمة والخوف من الأضرار التي قد تنجم عن الأمطار الشديدة.
أدعية مستحبة عند نزول المطر
ونزول المطر وقت مبارك للدعاء، فهو من الأوقات التي ترجى فيها استجابة الدعاء، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر”.
وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالح مجموعة من الأدعية المستحبة عند نزول المطر، منها أدعية قصيرة وأخرى مطولة تتضمن الرجاء والتوسل إلى الله، ومن هذه الأدعية:
- “اللهم اجعله غيثًا مغيثًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل”.
- “اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت”.
- “اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به”.
- “اللهم اجعلها أمطار خير وبركة، وانفع بها البلاد والعباد”.
اقرأ أيضًا: ستاندرد آند بورز ترفع تصنيف السعودية الائتماني إلى A+.. ماذا يعني ذلك للاقتصاد؟
أدعية طويلة عند نزول المطر
– اللهم يا من بيده ملكوت السماوات والأرض، يا مُنزِل الغيث من بعد القنوط، نسألك برحمتك أن تجعل هذا المطر سقيا رحمة لا سقيا عذاب، اللهم أنبِت به الزرع، وأدرَّ به الضرع، واجعله بلاغًا للحاضر والباد، وسُقيا خيرٍ وبركة، لا سُقيا هدمٍ ولا غرقٍ ولا ضرر.
– اللهم اجعل لنا في هذا المطر خيرًا كثيرًا، وألبسنا به حلل النعمة، واغسل به ذنوبنا، وطهر به قلوبنا، وأحيي به أراضينا، وسُقيا رحمة تروي بها قلوبًا اشتاقت إلى لطفك، وأرواحًا تاقت إلى عفوك، وأبدانًا عطشى إلى مغفرتك.
“اللهم كما أنزلت علينا هذا الغيث من السماء، فأنزل علينا رحمتك ومغفرتك، وأغث قلوبنا بالإيمان، ونفوسنا باليقين، وأصلح لنا أمر ديننا ودنيانا، اللهم اجعلها سقيا خير وبركة، وأبعد عنا شرها وأذاها، ووفقنا لشكر نعمك التي لا تُعد ولا تُحصى”.
– اللهم إنا نستغفرك إن كنا قد قصرنا في طاعتك، ونعوذ بك أن يكون هذا المطر عقوبة لنا، بل نسألك أن تجعله رحمة تسقي بها أرضنا، وتطهر بها أجواءنا، وترحم بها ضعفنا، وتجعلها بشرى خير لعبادك، اللهم كما أحييت الأرض بنزول المطر، فأحي قلوبنا بالإيمان، واغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا.
والمطر هو من أعظم نعم الله التي يستبشر بها الناس، فهو رحمة للأرض والعباد، لكنه في الوقت ذاته يحمل تحديات تتطلب الوعي والاحتراز.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق