كتبت – هاجر هشام
أثار مشهد قتل "مفتاح" (طه دسوقي) في الحلقة الأخيرة من مسلسل "ولاد الشمس"، الذي عرض خلال النصف الأول من رمضان 2025 على قناتي ON وCBC ومنصة Watch it، جدلاً واسعاً بين الجمهور، حيث استحضر هذا المشهد مشاعر وأحاسيس مستمدة من أفلام الزعيم عادل إمام، خاصة فيلمي "سلام يا صاحبي" و"اللعب مع الكبار"، ذلك المشهد، الذي شهد تضحية "مفتاح" بحياته لإنقاذ صديقه "ولعة" (أحمد مالك)، أعاد إلى الأذهان الروح الدرامية التي اشتهرت بها الأعمال السينمائية الكلاسيكية التي جمعت عادل إمام بنجوم عصره.
تفاصيل مشهد قتل "مفتاح" في "ولاد الشمس"
في سياق الأحداث المتسارعة للحلقة الأخيرة، تصاعد الصراع بين "ولعة" و"مفتاح" من جهة، وبين "ماجد" (محمود حميدة)، صاحب دار الأيتام الذي استغل الأطفال في أعمال غير قانونية، من جهة أخرى.
وبعد أن تمكن "ولعة" من كشف حقيقة "ماجد" واكتشاف أنه عمه الحقيقي، واجه الثنائي محاولة للانتقام من رجال "ماجد"، وفي لحظة مشحونة بالتوتر، حاول أحد الرجال طعن "ولعة"، لكن "مفتاح" تدخل في اللحظة الأخيرة، تلقى الطعنة في بطنه لحماية صديقه، ليسقط بدمائه في مشهد أدمى قلوب المشاهدين.
رد فعل "ولعة"، الذي حاول إنقاذ صديقه وهو يصرخ في حالة من الانهيار، عكس عمق العلاقة بين الشخصيتين، التي بدأت بصداقة قوية في دار الأيتام، لكنها واجهت العديد من التحديات، بما في ذلك لحظات الخلاف والصراع، وانتهى المشهد انتهى بوفاة "مفتاح"، تاركا خلفه إرثا من التضحية والإخلاص، ليصبح رمزا للصداقة الحقيقية التي لا تعرف المصلحة.
تشابه مشهد القتل مع "سلام يا صاحبي"
لم يمر هذا المشهد دون أن يلاحظ الجمهور أوجه التشابه الكبيرة بينه وبين المشهد الختامي في فيلم "سلام يا صاحبي"، الذي عرض عام 1986، ففي الفيلم، تدور القصة حول صداقة "مرزوق" (عادل إمام) و"بركات" (سعيد صالح)، اللذين يواجهان تحديات الحياة معا، لكن الصداقة تنتهي بمأساة عندما يقتل "بركات" أثناء محاولته حماية صديقه "مرزوق" من هجوم عصابة.
والمشهد الأيقوني في الفيلم، حيث يودع "مرزوق" صديقه الذي يموت بين ذراعيه، ترك أثرا عميقا في الذاكرة الجمعية للجمهور المصري، ليصبح رمزا للتضحية والوفاء.
والجمهور لاحظ أن مشهد قتل "مفتاح" في "ولاد الشمس" يحمل نفس الروح الدرامية، حيث يظهر صديقا يضحي بحياته من أجل صديقه، مع لحظات وداع مؤثرة تعكس مشاعر الحزن والخسارة.
مشاهد الصداقة مستلهمة من فيلم اللعب مع الكبار
أما في "اللعب مع الكبار"، فقد جمع الفيلم بين عادل إمام (حسن بهني) ومحمود الجندي (علي الزهار)، حيث تناولت القصة أيضاً قيمة الصداقة وسط التحديات الاجتماعية، لتنتهي بمأساة مماثلة.
منذ الحلقة الأولى وحتى الحلقة الأخيرة من مسلسل "ولاد الشمس"، برزت علاقة الصداقة القوية بين "مفتاح" و"ولعة" كمحور رئيسي للأحداث، مستعيرة روح الصداقة الأيقونية التي جمعت "حسن بهني" (عادل إمام) و"علي الزهار" (محمود الجندي) في فيلم "اللعب مع الكبار".
كما أن استخدام المسلسل للجملة الشهيرة "مين حبيب أخوه؟"، التي ظهرت في فيلم "اللعب مع الكبار" لعادل إمام ومحمود الجندي، عزز من الإحساس بالتشابه بين الأعمال، حيث استلهم "ولاد الشمس" روح الدراما الاجتماعية التي تتناول الصداقة والتضحية بنفس الأسلوب السينمائي الكلاسيكي.
مشهد قتل مفتاح في "ولاد الشمس" أحزن الجمهور
أثار مشهد قتل "مفتاح" موجة من الحزن والجدل بين الجمهور، حيث عبر العديد من المشاهدين عن استيائهم من قتل الشخصية، معتبرين أن "مفتاح" كان رمزا للخير والوفاء في المسلسل.
وجاءت تعليقات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي معبرة عن مشاعر الحزن والإعجاب بالأداء التمثيلي لطة دسوقي، حيث كتب أحد المتابعين: "مشهد وفاة مفتاح كسر قلبي، طه دسوقي أبدع في تجسيد لحظات الألم والتضحية، تذكرت مشهد وفاة سعيد صالح في سلام يا صاحبي". بينما علق آخر: "المشهد كان نسخة معاصرة من أفلام عادل إمام، نفس الحزن ونفس التأثير العاطفي".
في المقابل، أشاد البعض بالجرأة الدرامية للمسلسل في اختيار نهاية مأساوية، معتبرين أنها أضافت عمقًا للقصة وعكست واقعية الصراعات التي يواجهها الأبطال، وأشار بعض النقاد إلى أن المشهد لم يكن مجرد تقليد لأفلام عادل إمام، بل كان محاولة لاستلهام روح السينما المصرية الكلاسيكية وإعادة تقديمها بأسلوب معاصر، مع التركيز على القيم الإنسانية مثل الصداقة والتضحية.
نجاح مسلسل "ولاد الشمس" وتأثيره الدرامي
يعتبر مسلسل "ولاد الشمس" من الأعمال الدرامية الناجحة والأعلى نسبة مشاهدة في رمضان 2025، حيث يجمع بين التشويق، الإثارة، والدراما الاجتماعية، مع التركيز على قصة صداقة استثنائية تجمع "مفتاح" و"ولعة"، اللذين نشأ معا في دار للأيتام.
ويضم المسلسل نخبة من النجوم إلى جانب طه دسوقي وأحمد مالك، من بينهم محمود حميدة، جلا هشام، مريم الجندي، دنيا ماهر، وغادة طلعت، والعمل من تأليف محمود عزت، وإخراج شادي عبد السلام، وقد نجح في جذب انتباه الجمهور منذ الحلقة الأولى بفضل الحبكة الدرامية القوية والأداء المتميز لأبطاله.
0 تعليق