كتب - محمود كمال
نظم آلاف الطلاب في صربيا احتجاجات واسعة في العاصمة بلغراد مما أدى إلى شلل في عدد من الخدمات العامة، شملت الطوارئ الطبية، كما تسبب في اختناقات مرورية بمناطق عدة.
واستمرت هذه التظاهرات على مدار أربعة أشهر، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن حادث مأساوي وقع في نوفمبر الماضي حيث سقطت كتلة خرسانية من أحد الجسور فوق محطة قطارات في مدينة نوفي ساد شمال البلاد، متسببة في وفاة 15 شخصًا.
واحتشد مئات الآلاف من مختلف التوجهات السياسية، بداية من اليمين القومي مرورا باليسار المتطرف وصولا إلى دعاة حماية البيئة ورفعوا أعلامًا وشارات تحمل رمز يد ملطخة بالدماء تعبيرًا عن شعار الاحتجاج الفساد يقتل.
وانتشرت مجموعات من سائقي الدراجات النارية والمحاربين القدامى وأفراد من خدمات الطلاب وسط المدينة لضمان سلمية المظاهرات، خاصة أمام البرلمان والقصر الرئاسي، حيث يعتصم أنصار الحكومة منذ أيام.
ووصلت أعداد كبيرة من المزارعين مستقلين جراراتهم لدعم الطلاب، فيما أوقفت مجموعات أخرى جراراتها قرب مقر الرئاسة، حاملين شعارات داعمة للحكومة.
وأعلنت وزارة الداخلية عن وصول أكثر من 31 ألف شخص إلى العاصمة مساء الجمعة، بينما واصل متظاهرون آخرون التوافد سيرًا على الأقدام أو عبر الدراجات النارية والجرارات، وسط أجواء احتفالية طغت على المشهد.
وأشعل حادث محطة السكك الحديد شرارة الغضب الشعبي بعدما فجر مشاعر الإحباط المتراكمة بسبب تفشي الفساد وضعف الرقابة على مشاريع البنية التحتية.
وتحولت هذه التظاهرات مع مرور الوقت إلى واحدة من أكبر الحركات الاحتجاجية في تاريخ صربيا الحديث، حيث باتت جزءًا من المشهد اليومي للبلاد.
ودعت الأمم المتحدة السلطات الصربية إلى تجنب أي تدخل غير مبرر في الاحتجاجات مطالبة بالحفاظ على السلمية وحماية الحق في حرية التجمع والتعبير.
0 تعليق