محمد السيد
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة، عن تصاعد حملات تحريضية تستهدف سكان الأحياء ذات الأغلبية العلوية في العاصمة السورية دمشق، حيث يتم تداول منشورات عبر الإنترنت تدعو إلى تهجيرهم، ما يزيد من مخاوف تفاقم الانقسامات الطائفية في البلاد.
وأشار المرصد إلى أن هذه الحملات تأتي في ظل غياب إجراءات واضحة وفعالة لمكافحة خطاب الكراهية، وهو الأمر الذي تفاقم منذ التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا في نهاية العام الماضي.
وأوضح أن المنشورات التي يتم تداولها تحتوي على معلومات مغلوطة تهدف إلى تضليل الرأي العام وإيهامه بأن هناك توجها شعبيا واسعا لترحيل أبناء الطائفة العلوية من دمشق.
وأكد المرصد أن هذه الحملة التحريضية تبدو وكأنها جزء من مخطط منظم يهدف إلى تأجيج الصراعات الداخلية والتحريض على العنف، وهو ما يثير قلقا كبيرا حول إمكانية اندلاع موجات جديدة من الاضطرابات الطائفية في البلاد.
ويتزامن تصاعد هذه الحملات الإعلامية التحريضية مع ارتفاع وتيرة العنف في الساحل السوري، حيث أظهرت التقارير أن عدد الضحايا تجاوز 1500 مدني، معظمهم من الطائفة العلوية وسط استمرار الهجمات الدموية.
وخلال الأيام الأخيرة، شهدت المناطق الغربية من سوريا موجة من الإعدامات الجماعية، حيث استهدفت مجموعات مسلحة محسوبة على النظام السابق مناطق آهلة بالسكان مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، وأثار مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مستويات خطيرة من العنف الطائفي.
وفي هذا السياق يحذر المراقبون من أن استمرار هذه الحملات التحريضية إلى جانب أعمال العنف المتزايدة، قد يؤدي إلى تعقيد المشهد السوري بشكل أكبر، ويعيد إحياء الصراعات الطائفية التي كانت أحد الأسباب الرئيسية في استمرار الحرب لسنوات طويلة.
0 تعليق