بعد الكشف عن محاولات من الولايات المتحدة وإسرائيل للتواصل مع ثلاث دول في شرق إفريقيا لمناقشة إعادة توطين الفلسطينيين من غزة، ردت الصومال وأرض الصومال الانفصالية بشكل قاطع، رافضة أي اقتراحات من هذا النوع.
يأتي هذا الرفض من قبل شرق إفريقيا في وقت حساس، حيث تواصل الإدارة الأميركية والساسة الإسرائيليون التحركات الرامية إلى معالجة قضية قطاع غزة بطريقة قد تكون مثيرة للجدل.

الرفض الصومالي والانفصالي: لا للتوطين على أراضينا

في بيان قوي، أكد وزيرا خارجية الصومال وأرض الصومال الانفصالية أن بلديهما لم يتلقيا أي مقترح من الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن إعادة توطين الفلسطينيين من غزة على أراضيهما. 
وأوضح وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي أن بلاده ترفض رفضًا قاطعًا أي خطوة تهدف إلى تقويض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرضه. 
كما أضاف أن الصومال يرفض بشكل عام أي خطة تتضمن استخدام أراضيه لتوطين سكان آخرين.

أما وزير خارجية أرض الصومال عبد الرحمن ظاهر أدان فقد أكد بدوره لرويترز أنه لم يتلق أي مقترح بهذا الخصوص، ولم يتم التفاوض مع أي جهة بشأن قضية الفلسطينيين.

السودان أيضًا يرفض المبادرة: رفض متعدد من الدول الثلاث في شرق إفريقيا

المقترحات التي أُشير إليها في التسريبات الأميركية والإسرائيلية تحدثت عن ثلاث دول  قي شرق إفريقيا هي السودان، الصومال، وأرض الصومال، ولكن مسؤولين سودانيين أكدوا أنهم رفضوا هذه المبادرة بشكل قاطع. 
في حين نفت كل من الصومال وأرض الصومال أي علم باتصالات من الولايات المتحدة أو إسرائيل بهذا الشأن، ما يعكس رفضًا واسعًا على مستوى هذه الدول للمقترح الذي يُعتبر مثيرًا للجدل.

واشنطن وتل أبيب تصران على المضي قدماً

تعتبر هذه التحركات من جانب واشنطن وتل أبيب جزءًا من خطة أوسع تم طرحها في وقت سابق خلال فترة رئاسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي تضمنت مقترحات لإعادة توطين الفلسطينيين في مناطق مختلفة، بما في ذلك مناطق في شرق إفريقيا.
ورغم الرفض الواسع من قبل الدول المستهدفة، لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل تظهران عزمهما على المضي قدماً في هذه الخطة.

هل فشلت خطة ترامب للتوطين؟

قد تكون هذه المحاولات جزءًا من رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي لاقت انتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي، حيث اعتُبرت خطة توطين الفلسطينيين في "مناطق جميلة" في شرق إفريقيا خطوة غير قانونية وغير أخلاقية. 
ورغم تراجع ترامب عن خطته في فبراير الماضي والتي كانت تتضمن تهجير نحو مليوني فلسطيني من غزة، فإن التسريبات الجديدة تشير إلى استمرار الضغوطات الأميركية والإسرائيلية لإيجاد حل لتفريغ القطاع من سكانه.

مستقبل غزة: هل من حلول بديلة؟

بالنظر إلى رفض الدول المستهدفة لهذه المبادرة، يبقى السؤال حول ما إذا كانت إدارة الرئيس ترامب ستواصل الضغط على الدول الأخرى لإيجاد حل مشابه، أم ستتراجع تمامًا عن فكرة التوطين في دول شرق إفريقيا؟ وهل سيكون هناك حلول واقعية ومستدامة لسكان غزة في المستقبل؟