الصين تدعم إيران في المحادثات النووية وترفض التهديدات الغربية باستخدام القوة - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

إلى جانب روسيا، تدعم الصين إيران بقوة في مفاوضاتها النووية الجارية، وحثّت المجتمع الدولي على رفع العقوبات عنها، وأدانت التهديدات الغربية بالعمل العسكري.

في أعقاب مبادرات الرئيس ترامب الأخيرة تجاه إيران، والتي تضمنت دعوةً لإجراء محادثات نووية تحت التهديد بالقوة، سعت الصين وروسيا إلى ترسيخ مكانتهما كلاعبين رئيسيين في العملية الدبلوماسية، داعيتين إلى نهج أكثر تعاونًا لحل الأزمة النووية.

الصين تدعم إيران: موقف موحد مع روسيا بشأن البرنامج النووي

الصين تدعم إيران، حيث استضافت يوم الجمعة محادثات في بكين مع نواب وزيري خارجية روسيا وإيران، واتفقت الدول الثلاث على أن استخدام العقوبات والضغط والتهديد باستخدام القوة له نتائج عكسية.

في بيان صدر عقب الاجتماع، جددت الصين دعوتها لإنهاء العقوبات المفروضة على إيران، وأكدت على أهمية الحوار الدبلوماسي.

يمثل هذا تناقضًا صارخًا مع النهج الأمريكي، الذي اعتمد على أقصى قدر من الضغط، بما في ذلك التهديدات العسكرية، لإجبار إيران على كبح طموحاتها النووية.

عرض وزير الخارجية الصيني وانغ يي خطة من خمس نقاط لمعالجة البرنامج النووي الإيراني، داعيًا إلى رفع العقوبات، وحثّ إيران على مواصلة التزامها بعدم تطوير أسلحة نووية.

يسعى نهج بكين إلى إظهار التضامن مع إيران وإعادة تأكيد دور الصين كفاعل عالمي مسؤول، لا سيما مع نأي الولايات المتحدة بنفسها عن الاتفاق النووي الإيراني.

صرح شين دينغلي، باحث العلاقات الدولية في جامعة فودان بشانغهاي، قائلاً: “بينما تنسحب الولايات المتحدة بشكل غير مسؤول من الاتفاق النووي الإيراني، ستتمسك الصين بهذا الالتزام الدولي وتتولى مسؤولية القيادة”.

اقرأ أيضا.. اشتعال النيران بطائرة أمريكية بدنفر بعد هبوط اضطراري

دعوة الرئيس ترامب لإجراء محادثات نووية مع إيران

دعا الرئيس ترامب إلى إجراء محادثات مباشرة مع إيران، مشيرًا إلى أن طهران أمام خيارين: إما كبح برنامجها النووي سريع التوسع أو مواجهة عمل عسكري. وقد حددت رسالة الرئيس الأمريكي إلى إيران خيارًا صعبًا: الدخول في مفاوضات أو المخاطرة بضربة عسكرية تهدف إلى وقف البرنامج.

أثار هذا النهج القائم على مبدأ “الكل أو لا شيء” انتقادات لاذعة، حيث حذّر العديد من الخبراء والدبلوماسيين الدوليين من أن مثل هذه التهديدات من المرجح أن تُؤجج التوترات بدلًا من تشجيع الحوار البناء.

نظرت الصين وروسيا إلى خطاب ترامب على أنه محاولة لممارسة ضغوط غير مبررة على إيران، وهو أمرٌ يرون أنه قد يُقوّض إمكانية التوصل إلى حل سلمي. وقالت أندريا كيندال تايلور، الزميلة البارزة في مركز الأمن الأمريكي الجديد: “إن التهديد باستخدام القوة ليس وسيلةً بناءة”.

أشارت كيندال تايلور إلى أن الدعم الدبلوماسي الروسي والصيني لإيران يُساهم في دحض فكرة أن الولايات المتحدة هي القائد الوحيد في المفاوضات العالمية بشأن الأسلحة النووية.

موقف إيران ومخاوفها بشأن التدخل الخارجي

أعربت إيران عن معارضتها الشديدة لأي مفاوضات تُجرى تحت التهديد باستخدام القوة، حيث أدان المرشد الأعلى علي خامنئي ما وصفه بـ”الحكومات المُتنمّرة”. وبينما رحّبت طهران بدعم الصين وروسيا، إلا أن هناك مخاوف من أن يُعقّد تدخلهما الوضع.

قال غريغوري برو، كبير المحللين في مجموعة أوراسيا: “يشعر الإيرانيون بالقلق من الصين، وخاصةً من المشاركة الروسية في المفاوضات”. وأوضح برو أن إيران تخشى أن تتنازل روسيا عن مصالحها مقابل اتفاق أمريكي روسي أوسع نطاقًا، مما قد يُقوّض موقف طهران التفاوضي.

على الرغم من هذه المخاوف، لا تزال إيران تستفيد من علاقاتها الاقتصادية القوية مع الصين، التي أصبحت أكبر شريك تجاري لطهران. وقد استحوذت الشركات الصينية على أكثر من 90% من صادرات النفط الإيرانية العام الماضي، وغالبًا ما كانت تشتري النفط بأسعار مخفضة للالتفاف على العقوبات الغربية.

تمثل هذه التجارة جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الإيراني، مما يوفر للبلاد دعمًا اقتصاديًا تشتد الحاجة إليه في ظل الضغوط المتزايدة من الغرب.

الانقسامات العالمية ومستقبل البرنامج النووي الإيراني

تُبرز المناهج المختلفة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني الانقسام العالمي الأوسع حول أفضل السبل لمعالجة هذه القضية.

فبينما تسعى الولايات المتحدة إلى عزل إيران من خلال العقوبات والتهديدات العسكرية، تدعو الصين وروسيا إلى نهج دبلوماسي أكثر، معتبرتين أن التعاون والحوار هما أفضل السبل للمضي قدمًا.

يزداد الوضع تعقيداً بسبب المصالح الاستراتيجية للقوى العالمية الأخرى، بما في ذلك إسرائيل، التي لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء القدرات النووية الإيرانية.

من المرجح أن تلعب الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى دورًا محوريًا في تحديد مستقبل المفاوضات. وبينما تواصل روسيا والصين دعم إيران دبلوماسيًا، إلا أنهما لم تقدما بعد حلولًا ملموسة لمعالجة مخزون إيران المتنامي من اليورانيوم المخصب، والذي يقترب من مستويات صالحة لصنع القنابل.

يظل هذا الأمر مصدر قلق رئيسي للأمن الدولي، حيث يحذر الخبراء من أن إيران قد تمتلك قريبًا ما يكفي من المواد لصنع أسلحة نووية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق