إذا كنت تعرف صلاح منصور بوصفه فنانا عظيما، قدم العديد من الأدوار الصعبة التي خلدتها السينما مثل "العمدة" دوره الأشهر في رائعة صلاح أبو سيف "الزوجة الثانية"، فإنك قد لا تعرف شيئا عن صلاح العاشق لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل.

ويروى عن الفنان صلاح منصور أنه كان متيما بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل لدرجة ان المقربون منه كانوا يعتبرونه مجذوب من مجاذيب الشيخ مصطفى إسماعيل 

في كتابه " الطريق إلى زمش "يقول الكاتب الكبير محمود السعدني: صلاح منصور كان "يمشي" ورا الشيخ مصطفى إسماعيل في المحافظات من أجل حضور حفلاته  وسماع صوته و هو يقرأ قرآن، ومن شدة إعجابه و هيامه بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل كان أحياناً يردد ألفاظا لا يصح أن تقال  أثناء قراءة الشيخ للقرآن مثل  أنه كان يقول مع كل مقطع: " قول يا عسل قول .. قول كمان و النبي "، " يا هوووه جت ازاي دي .. أنت عملت كده ازاي"، "أنت جننتني "

القصة أكدها الأديب العالمي نجيب محفوظ الذي ذكر بدوره موقفا  للفنان صلاح منصور مع الشيخ مصطفى إسماعيل دونه الكاتب " إبراهيم عبد العزيز " في كتابه " ليالي نجيب محفوظ في شبرد "، حيث يقول نجيب محفوظ:  انه حضر في مرة تلاوة للشيخ مصطفى إسماعيل و كان حاضر صلاح منصور و كان منسجم بشكل غير عادي مع التلاوة لدرجة انه قام و قال: " ايه يا أخي الحلاوة دي .. يخربيت ابوك " !

كما حكي الفنان "شكري سرحان" أن صديقه صلاح منصور هو من عرفه على صوت الشيخ مصطفى إسماعيل و انهم كانوا يتتبعون أثره  في المحافظات، وفي مرة من المرات كانوا حاضرين في مأتما  يتلو فيه الشيخ مصطفى إسماعيل وصلاح منصور كان مندمجا لدرجة أنه ظل  يقول " الله عليك يا سيدي .. يا سلام .. اه والنبي حلوة دي كمان شوية"، ما تسبب في مشكلة لصلاح منصور وقتها لأن صاحب العزاء اشتبك معه، و قال له: عيب كدا..  دا عزا اتنين شباب ميتين في حادثة و انت قاعد تقول يا سلام و مصهلل و مجلجل" وأصر صاحب العزاء أن يطرد صلاح منصور، لكن الشيخ مصطفى إسماعيل تدخل و رفض أن صلاح منصور يمشي، و قال: "لو مشى انا كمان همشي" .

مسيرة صلاح منصور الفنية 

بدأ صلاح منصور مشواره الفني  مبكرا من خلال المسرح المدرسي عام 1938 أثناء دراسته، وعمل محررا في روزا اليوسف عام 1940.

أسس صلاح منصور المسرح المدرسي مع زكي طليمات أشترك في العديد من المسرحيات مثل (الناس اللي تحت ، ملك الشحاتين، برعي بعد التحسينات، زقاق المدق، ياطالع الشجرة، رومولوس العظيم ، زيارة السيدة العجوز) وشارك في العديد من المسلسلات وأخرج للمسرح كثيرا من المسرحيات، كما أخرج للبرنامج الثاني بالإذاعة  عدداً من الروايات والمسرحيات العالمية.

 شغل الفنان صلاح منصور  منصب مستشارا  في إدارة التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم حتى وفاته، وجسد أدوارا معقدة في عدة أعمال مهمة مثل ( لن أعترف، الشيطان الصغير، أرمله وثلاث بنات ، الزوجة الثانية)

آخر أعمال صلاح منصور

آخر أعمال الفنان صلاح منصور  دور (أبو لهب) في مسلسل على هامش السيرة، وتوقف عن تصوير فيلمين بسبب مرضه، ومسرحية بعد بروفات لمدة شهرين، واعتذر لمدير المسرح بعد أن شعر بأن صحته لم تساعده على أن يعطي أدواره حقها من والاتقان.

ورشح صلاح منصور بدلا منه النجم الشاب – في ذلك الوقت - يحيى الفخراني الذي قام بأداء الشخصيات وهذه كانت أخلاقه، إما أم يعطي أدوار حقها أو لايمثلها، وعاش حياته الفنية على القمة، حسب جريدة الأخبار 1979.

صلاح منصور من مواليد 1923 شبين القناطر بالقليوبية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1978، توفي عن عمر يناهز 56 عاما بعد صراع مع مرض السرطان بالرئة وتليف بالكبد.