كتب زياد ابحيص - نجحت جماعات الهيكل المتطرفة ولأول مرة في تاريخها في إدخال "عيد المساخر/ البوريم" العبري على قائمة الاقتحامات المركزية، حيث شهد الأقصى اليوم الأحد 16-3-2025 الاقتحام الأكبر بهذه المناسبة منذ بدء جماعات الهيكل محاولات الحشد فيه لإدخاله ضمن رزنامة العدوان على المسجد الأقصى، وعملياً منذ فتح باب الاقتحامات اليومية في 2003، إذ شارك فيه 555 مقتحماً.
وكان عدد المقتحمين في البوريم العبري في 2024 قد وصل إلى 228، وفي عام 2023 بلغ 187 وفي 2022 كان 122 مقتحماً، أما في 2021 فكان عدد المقتحمين في المساخر العبري 182 وفي 2020 فلم يزِد عن 80 بينما لم يزد في عام 2019 عن 63 مقتحماً.
وتعود محدودية الاقتحام خلال هذه المناسبة التوراتية لكونها تحتفي بأسطورة نجاة اليهود في منفاهم تحت حكم الإمبراطورية الفارسية من محاولة الوزير هامان إبادتهم، ونجاح فتاة يهودية تدعى إستير مع ابن عمها موردخاي في دفع الملك أحشويرش لقتل هذا الوزير مكان اليهود، وبالتالي يشكل هذا العيد مناسبة هامشية طرأت في وقت متأخر عن الأعياد التوراتية الأساسية، كما أنه لا يتصل بأسطورة الهيكل.
وتحاول جماعات الهيكل المتطرفة منذ عام 2018 إدخال هذا العيد التوراتي ضمن رزنامة عدوانها على المسجد الأقصى المبارك لزيادة مناسبات الاقتحام، وهو ما تمكنت من فرضه لأول مرة في هذا العام رغم أن هذا العيد التوراتي تقاطع مع يوم السادس عشر من رمضان، وقد أدى المقتحمون خلاله طقس الانبطاح أو "السجود الملحمي" الجماعي على في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، فيما عمد أحد أفواج المقتحمين إلى غناء مقاطع من التوراة طوال فترة اقتحامهم في مختلف أرجاء الأقصى.
ويشكل ارتداء الملابس التنكري الطقس الاحتفالي الأساسي بـ "عيد المساخر"، وتستغله جماعات الهيكل في ارتداء ثياب الكهنة الدينية وكأنها ثياب تنكرية، لتكرس بذلك حضور طبقة الكهنة في الأقصى وهي الطبقة التي تقول الأسطورة التوراتية إنها كانت تقود صلاة اليهود في الهيكل المزعوم، وقد ارتداه عدد من المقتحمين اليوم وأدوا به الصلوات للعام الرابع على التوالي.
0 تعليق