رحبت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بمبادرة دولة قطر لتزويد البلاد بالكهرباء، مؤكدةً أن هذه الخطوة تعد تطورًا مهمًا في سبيل تلبية الاحتياجات العاجلة للطاقة وتخفيف معاناة المواطنين. وأعربت الوزارة عن تقديرها الكبير للجهود المبذولة من مختلف الجهات المشاركة في تنفيذ هذا البرنامج الحيوي.
شكر للجهات الداعمة للبرنامج
وقدمت وزارة الخارجية السورية شكرها العميق لدولة قطر، وللجهات الفاعلة في هذا المشروع، بما في ذلك صندوق قطر للتنمية، ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وأشادت بالتعاون الإقليمي والدولي الذي يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية في سوريا من خلال دعم قطاع الكهرباء، الذي تعرض لخسائر فادحة على مدار سنوات الحرب.
تفاصيل المشروع وتأثيره على الكهرباء في سوريا
يهدف البرنامج إلى توفير 400 ميغاواط من الكهرباء يوميًا عبر محطة دير علي للطاقة، مع خطط لزيادة القدرة الإنتاجية تدريجيًا لتغطية المزيد من المناطق. وستساهم هذه الخطوة في تخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية، وتحسين إمدادات الطاقة للمدن السورية، ما يساعد في تحقيق استقرار أكبر في الخدمات الأساسية.
التطلع إلى مزيد من التعاون لإعادة الإعمار
وأكدت وزارة الخارجية السورية تطلعها إلى تعزيز التعاون مع جميع الشركاء الدوليين والإقليميين لضمان استعادة السوريين لحياتهم الطبيعية، مشددةً على التزامها بإعادة بناء سوريا قوية ومستقلة من خلال التعاون المشترك والدعم المتبادل. كما أعربت عن أملها في أن تشكل هذه المبادرة بداية لمشاريع أخرى تسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية للبلاد.
قطاع الكهرباء في سوريا.. خسائر فادحة وأزمة مستمرة
تعرض قطاع الكهرباء في سوريا لأضرار جسيمة جراء الحرب التي استمرت لأكثر من 13 عامًا، حيث قُدرت الخسائر المباشرة بنحو 40 مليار دولار، بينما تجاوزت الخسائر غير المباشرة 80 مليار دولار، وفقًا لتصريحات وزير الكهرباء الأسبق غسان الزامل. وأدى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الكهربائية وخطوط النقل إلى تعطيل أكثر من 50% من الشبكة الكهربائية في البلاد.
وتواجه سوريا أزمة كبيرة في توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، حيث تحتاج البلاد إلى 23 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، لكنها لا تحصل سوى على 6.5 مليون متر مكعب، مما يزيد من صعوبة إعادة تشغيل الشبكة الكهربائية بكامل طاقتها.
ويشكل التعاون الإقليمي والدولي، مثل المبادرة القطرية، بارقة أمل لسوريا في تحسين أوضاع الكهرباء، خاصة مع استمرار الحاجة إلى استثمارات ضخمة لإعادة تأهيل القطاع. وتأمل الجهات المعنية أن تسهم مثل هذه المبادرات في وضع حلول مستدامة لتخفيف الأعباء عن المواطنين، ودعم جهود إعادة الإعمار في البلاد.
0 تعليق