أعلنت شركة نورثفولت السويدية، التي كانت تُعتبر رمزًا لطموح أوروبا في بناء صناعة بطاريات سيارات كهربائية مستقلة، عن تقديم طلب لإشهار إفلاسها في السويد. جاء ذلك بعد مواجهة سلسلة من التحديات المالية والتشغيلية التي وضعتها تحت ضغوط غير مسبوقة، مما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين والعملاء.

أزمات مالية وجيوسياسية

أوضحت نورثفولت في بيانها الصحفي أن إفلاسها جاء نتيجة عدة عوامل تراكمت على مدار الأشهر الأخيرة، أبرزها ارتفاع تكاليف رأس المال، والاضطرابات الجيوسياسية التي أثّرت على سلاسل التوريد، بالإضافة إلى تغيرات في الطلب العالمي على البطاريات. كما واجهت الشركة مشاكل داخلية في الإنتاج والتوسع، مما أضعف قدرتها على تلبية توقعات السوق.

محاولات إنقاذ فاشلة

قبل إشهار إفلاسها، حاولت نورثفولت جاهدة إنقاذ وضعها المالي عبر:
– خفض التكاليف في مختلف قطاعاتها.
– التقدم بطلب حماية من الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي.
ومع ذلك، فشلت جميع هذه الجهود بسبب عدم توفر التمويل الإضافي اللازم لمواصلة العمليات، مما أدى إلى اتخاذ قرار إشهار الإفلاس.

مصير الأصول والعاملين

بموجب القانون السويدي، ستُشرف المحكمة على عملية تصفية أصول الشركة وسداد الالتزامات المالية، حيث سيتم تعيين أمين إفلاس للإشراف على بيع الأصول المتبقية. تأسست نورثفولت لتكون المنافس الأوروبي لشركات البطاريات العملاقة في آسيا، وكانت قد نجحت في تطوير خلايا بطارية من مواد معاد تدويرها بالكامل. إلا أن المشاكل بدأت تظهر عندما فشلت الشركة في الوصول إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة.

ما الذي يعنيه إفلاس نورثفولت لصناعة البطاريات الأوروبية؟

يُعتبر انهيار نورثفولت ضربة قوية لطموحات أوروبا في تقليل اعتمادها على بطاريات الليثيوم المستوردة من الصين وكوريا الجنوبية. ومع تزايد المنافسة وارتفاع تكاليف التصنيع في أوروبا، قد يفتح هذا الإفلاس الباب أمام إعادة التفكير في استراتيجيات دعم الصناعة، سواء من خلال تقديم حوافز حكومية أو دعم استثمارات جديدة في التكنولوجيا المحلية. بينما كانت نورثفولت تمثل حلمًا أوروبيًا لبناء صناعة بطاريات قوية، إلا أن العقبات المالية والتشغيلية أثبتت أنها غير قادرة على الصمود في سوق شديد التنافسية.