شبكة أطلس سبورت

صمت - شبكة أطلس سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صمت - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 10:31 صباحاً

شبكة أطلس سبورت - جهاد الاندري

 

إنَّ السُطور في حناياها وإن نامَت، فهي ممهورةٌ بحبرِ المُبدعين، والسُيوف في أغمدتها تبقى
ساخِنَة لأنّها مُضرَجَة بِالفُروسِيّة والمَواهِب، والتيجان؟ مُرَصّعة بِهامات شَخصِيّاتك المُتَوَّجَة
بِالحُضور المسرَحيّ الذي جعلته لَنا ومِنّا،  فَنَمّ قَريرَ العَيْن إنّ التُراب لِابناء التُراب.. ونُحِبّك
 ها نحنُ نَستَهِلّ تَطوافنا حَيْثُ حَطّت عظمتُه، ماذا عَساه يَقول عَنّا؟ وهو مُسجّىً: 
صدره للأعلى، مُقلَتاه للعُلى كما عَهَدناه دائماً، وقلبه الذي لَطالَما كان يِهتِفُ صاخِباً طَليعِيّاً 
في أروِقَةِ  كواليسِ المَسارِح والمَسارِح نفسها وصوته يُناجي: "بِترا؟  ناطورة المفاتيح؟ 
بَربَر آغا؟ يوسف بِيك كرم؟ "وجان فالجان" الذي أخجَلَ "فيكتور هوغو  حينذاك واستفزّه
 ليَتَعَرّف على رائعته:" البؤساء" مِن جديد.. إلى سمفونِيّة الألغاز_ يا وَجَعي _ ف:"أنتيغون" 
البَطَلَة الإغريقِيّة ومِئات الأعمال التي شَرّفَت وصَنَعت ذاكرتنا المسرحِيّة.
تراه الآن يطرق أجنحةَ الملائكة بسلام تحتَ سماءٍ تفرّدت غيومها لمُلاقاة العريس البَطل
لن يَخاف على ذاكرته بَعد الآن، إن استقالَت اليوْم فأجملُ في ذلك أنّها على موْعِد لِرؤية: 
 يَسوع المَسيح"_ مَضى عَن عالَمنا وهو مُزدَحِمٌ فينا،
عَبَرَ"الفنان المسرحيّ أنطوان كرباج" هذه الحياة بِصمتٍ  جليل، مُخلِّفاً في ضمائرنا:
الإشراقات الفنيّة الطليعيّة التي لطالما شرّفت مَسرحنا اللبنانيّ العربيّ، وعمّقت عِزّتنا بالفنّ
والإنسان، وألهمَتنا حِسّ التجدُّدِ والمثابَرَة. أيُها الفارِسُ المسرحيّ النَّبيل، لقد شَطَرَتنا حَسرة
 الفِراق، لكنّ لبنانك كما عهَدته دائماً، يُشابه حُبَيْبات الكَرَز تُقتَطَع لِتَتَماسَك مِنْ جَديد/ 
لُبناننا الأمس؟ مَعَك .. لبناننا اليوم ولبناننا المستقبل؟ مَنْ يَدري؟
بالأمس، كانت المسارح تَضُجّ بِعَبَق الأداء، والإنجاز والحَقيقِيّة..

أمّا اليوم، فلبناننا صابر، مَذهول مَرّتيْن: الأولى: لأنّه يُجاهِدُ في سبيل التَشافي، والمرّة الثانِيَة:
 لُبناننا المسرحيّ ساجدٌ بصمتٍ عميقٍ ممتلئٍ يَندُب القامات أمثالك ورُكبتاه المُصلّى.

أما غداً، فسنَفتَقِدك، نَفتَقِدُ صوْتك، محبّتك، إيجابيّتك مَعَ جيل الشّباب،  شَغَفُك  والتِزامُك
الذي حَبّذا لوْ؟ تُستكمَل الطريق عَن قائدٍ مَسرحيّ، عَن فارِسٍ مُغوار عَن راهِبٍ للمسرح.

أنطوان يا حَبيبَ الذِكريات، اليوْم  رُفقاء جيلي وأنا، نَطوي مَعَكَ حِقبةً زمنِيّة ذهبِيّة مؤثِّرَة
طَبَعتنا، طَرّزت تاريخها بِأداء أيّامنا معَها وعمّدتنا بلياليها. 
ولوْ خيّروني لبقيت أمام حَجَرِ قبركَ حارساً  مُطيعاً يُرسِلُ السّلامات لِمَن سَبَقنا مِنَ الأحِبّة 
المُبدعين الشعراء والمسرحيّين اللبنانِيّين .. بِاللهِ عليْك إنسى كُل شيء ولكن لا تنسى:
أنَّنا نُحبّك // أنطوان صَلِّ لأجلنا  إلى اللقاء// 

أخبار متعلقة :