وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس نبّهت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك الى أنه "عندما لا يكون لديكم مدارس لأطفالكم، ولا مستشفيات عاملة، ولا إمكان الوصول إلى المياه والطاقة، وعندما يكون منزلكم ما زال مدمرا وليس لديكم الوسائل لإعادة بنائه، ستضطرون إلى المغادرة".

وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 300 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الاول/ديسمبر آملين بحدوث تغيير.

لكن الوضع في البلاد هش. ولفتت سبولجاريك إلى أن أعمال العنف والدمار الذي خلفه النزاع يزيدان من أهمية المساعدات.

وتحاول القوى الغربية والإقليمية دعم دمشق بعد 14 عاما من حرب أهلية شرّدت ملايين السوريين.

ولكن في مطلع آذار/مارس، أدت أعمال عنف هي الأسوأ منذ تولي تحالف بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية السنية المتطرفة السلطة في سوريا في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، إلى زعزعة الثقة بالسلطات الجديدة التي يهيمن عليها الإسلاميون.

وأكدت سبولجاريك أن "سوريا تقف عند مفترق"، معربة عن اعتقادها بأن السلام والاستقرار "ممكنان" لكنهما يتطلبان "قدرا كبيرا من الاهتمام" من قبل المجتمع الدولي.

وشاركت مسؤولة الصليب الأحمر في مؤتمر المانحين السنوي في بروكسل، ومثل السلطات السورية فيه للمرة الأولى وزير الخارجية أسعد الشيباني.

وحذرت سبولجاريك من أن احتياجات البلاد هائلة لإعادة بناء "اقتصاد فعال".

وقالت: "انهار النظام الصحي بشكل كبير. لم يتبقَّ سوى أقل من نصف ما كان متاحا عام 2011 لناحية المساعدات الطبية".

وأضافت: "ينطبق الأمر نفسه على الطاقة والمياه والتعليم".

وأشارت إلى أن ميزانية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لسوريا في العام 2025 لم تموّل إلا بنسبة حوالى 14%، في ظل الحاجة إلى موارد لتحديد مصير عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين خلال الحرب.

وتأثرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كغيرها من المنظمات، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق المساعدات الدولية الأميركية، لكنها ما زالت تناقش مع واشنطن إمكان مواصلة التعاون.

وتعهد الاتحاد الأوروبي الإثنين خلال مؤتمر المانحين في بروكسل تقديم حوالى 2,5 مليار يورو (2,7 مليار دولار) من المساعدات إلى سوريا خلال العامين الحالي والمقبل، في سياق جهوده الرامية إلى إعادة إعمار البلاد.