وزير الخارجية اللبناني: لم يعد لاستمرار إقامة اللاجئين السوريين في لبنان مبرراً قانونياً - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزير الخارجية اللبناني: لم يعد لاستمرار إقامة اللاجئين السوريين في لبنان مبرراً قانونياً - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 05:38 مساءً

شبكة أطلس سبورت - ألقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في المؤتمر التاسع الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي لدعم مستقبل سوريا، تحت عنوان "الوقوف مع سوريا وتلبية احتياجاتها من اجل انتقال ناجح"، كلمة جاء فيها:

"حضرة الممثلة العليا للسياسة الخارجية كايا كالاس، الزملاء، أصحاب السعادة، السيدات والسادة،
أشكر الاتحاد الأوروبي على استضافة هذه الدورة التاسعة من مؤتمر بروكسل حول سوريا. ومثلكم، يأمل لبنان أن تكون هذه الدورة الأخيرة التي يتمّ عقدها في بروكسل، لا سيما وأن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي صرّحوا بأن الدورة القادمة ستكون في دمشق، مما يشير إلى أن الظروف أصبحت أخيرًا مناسبة لعودة اللاجئين.
لأكثر من عقد، تحمل لبنان عبئًا غير متناسب، إذ يشكّل اللاجئون السوريون ما يقرب من ربع سكانه، مما تسببّ بضغط على اقتصاده وبنيته التحتية وخدماته العامة.
على الرغم من تلك التحديات، بقينا ملتزمين بقيمنا الإنسانية. أمّا اليوم، فقد حان الوقت لاتباع نهج سريع ومتدرج ومنسّق لمعالجة هذه الأزمة بطريقة تعكس المشهد الجيوسياسي المتغيّر في سوريا.
لقد تغّير الوضع جذريًا منذ سقوط نظام الأسد. لسنوات، أدى عدم اليقين وعدم الاستقرار إلى تعقيد المناقشات حول العودة. إلا أننّا اليوم، نشهد على واقع جديد - بحيث يُعرب السوريون أنفسهم، وبأعداد متزايدة، عن رغبتهم في العودة والمشاركة في صنع مستقبل بلادهم. يُمثل هذا الحماس لبداية جديدة فرصة فريدة لنا كي نسهم في تسهيل هذه العودة. وقد أظهر استطلاع حديث أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن حوالي ٣٥٥٠٠٠ سوري مستعدون للعودة من لبنان خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة إذا ما قُدِّمت لهم الموارد المالية والدعم اللازمان. هذا تطور مهم يتطلب اهتمامنا وتحرّكنا الفوري.
لم يكن لبنان يومًا، ولا هو اليوم، بلد لجوء أو ملجأ - لا بموجب القانون الدولي ولا وفقًا لقوانيننا الوطنية. ومع ذلك، ورغم ذلك، فتح لبنان أبوابه واستقبل السوريين لأسباب إنسانية، متحملًا عبئًا يفوق طاقته بكثير. اليوم لم يعد لاستمرار إقامة اللاجئين السوريين في لبنان مبررًا قانونيًا، حيث تغيّرت الظروف التي قد تكون برّرت إقامتهم سابقًا. تُبيّن الوقائع المُتغيّرة في سوريا أن النازحين السوريين في لبنان لم يعودوا فارّين من الحرب أو من الاضطهاد، بل أصبحوا في الواقع مهاجرين اقتصاديين. ولنتفق جميعًا على أنّه لم يعد منطقياً تمويل المهاجرين الاقتصاديين في لبنان! فجوهر وضع اللاجئ مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بظروف النزوح، وعندما تتغير هذه الظروف، يجب أن يتغير التعاطي معها.
إن رفع العقوبات عن القطاعات الرئيسية في سوريا أمرٌ بالغ الأهمية للانتقال من مرحلة التعافي المبكر إلى إعادة الإعمار الشاملة. لقد حان الوقت لدعم السوريين داخل سوريا.
يُقدِّر لبنان دعم المفوضية العليا للاجئين، على الرغم من اختلافاتنا. كما نُدرك الدور الهام الذي تلعبه منظمات الأمم المتحدة في مواجهة تحديات النزوح، ونؤكد استعدادنا للتعاون في إطار مشاريع تجريبية داخل سوريا تُعدّ نماذج للعودة.
وفي هذا الصدد، ننضمّ إلى دعوة المجتمع الدولي للمشاركة الشاملة لجميع السوريين في العملية السياسية وفي رسم مستقبل سوريا، ونؤكد على أنه لا يمكننا استبعاد اللاجئين من هذه العملية الشاملة. بل يجب دعمهم أيضًا في عودتهم واندماجهم في جهود إعادة إعمار سوريا.
قبل عشرة أيام، عبر آلاف السوريين إلى لبنان بعد الأحداث المأساوية على الساحل السوري. نحن واعون إلى الواقع في سوريا؛ لكن هذا لا يعني أنّه علينا القبول باستبدال لاجئ بآخر. يجب أن نضمن أن يشعر جميع السوريين بالأمان في سوريا؛ وبالأمان لكي يعودوا إلى سوريا.
الواقع في لبنان صعب للغاية أيضًا، خاصة بعد حرب السنة الماضية: قرى بأكملها لم تعد موجودة، وشريحة كاملة من شعبنا تشعر بالإهمال. يريد لبنان مداواة جراحه وإعادة بناء نفسه، وهذا يعني أيضًا الابتعاد عن حروب الآخرين وعن المعاناة السورية االتي طالت.
 يُقدّر لبنان بعمق دعم الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى شركائنا الدوليين، الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وكندا، واليابان، وأستراليا، والنرويج، وسويسرا، وكوريا الجنوبية، ودول الخليج العربي. لقد كان لدعمكم دورٌ أساسيٌّ في مساعدة لبنان على تحمّل عبء هذه المسؤولية الكبيرة.
أصحاب السعادة،
إن عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب، بل هي باتت واجبة. إن إطالة أمد نزوحهم يخالف المنطق السياسي، ولا يُؤدّي إلا إلى استمرار وتعميق مأساتهم. تتطلب عودتهم أكثر من مجرد مساعدات إنسانية؛ هي تتطلّب تحوّلاتٍ سياسيةً حاسمةً تُؤدّي إلى حلولٍ دائمة. فليكن مؤتمر بروكسل التاسع هو اللحظة التي نتوقف فيها عن إدارة الأزمة ونبدأ بحلّها، لأنّ أيّ شيءٍ أقلّ من ذلك هو فشلٌ سياسي وقصورمبدئي.
يستحقّ الشعب السوريّ أن  يعود إلى دياره وأن يعيد بناء حياته. ويستحقّ لبنان فرصةً للتعافي والنهوض، وأن يبقى كما نريده أن يكون، نموذجًا فريدًا للتعايش. نموذجًا يُحتذى به في رسم مستقبل منطقتنا."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق