شبكة أطلس سبورت - تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدعي أن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني صادق على إرسال 200 مليار إلى سوريا من أجل إعادة الإعمار والتنمية. إلا أن هذا الادعاء خاطئ، وصورة الخبر مفبركة. #FactCheck

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، صورة بالقالب الإخباري لقناة "الرابعة" تتضمن لقطة للقاء السوداني ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مكتبه، مع خبر يزعم (من دون تدخّل): "السوداني يصادق على إرسال 200 مليار إلى سوريا من أجل إعادة الإعمار والتنمية".

المنشور المتداول (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- الصورة المتداولة بقالب أخبار قناة "الرابعة" مفبركة، إذ تم حذف النص الأصلي منها واستبداله بالمتداول.  ويتضح ذلك من خلال الاختلاف في نسق التصميم والخط الذي تستخدمه "الرابعة"، والأخطاء النحوية الواضحة في الخبر المختلق، بينما تحتوي الصورة الأصلية المنشورة في صفحة القناة على تصريح مفاده: "الحكومة العراقية: وزير الخارجية السوري أبدى استعداده للتعاون الأمني وزيارته أسست لتعاون دبلوماسي".

صورة الخبر الأصلي (فايسبوك)

2- لم تنقل أي مؤسسة رسمية أو وسيلة إعلامية عراقية أو سورية خبراً مماثلا يتعلق بمنح العراق سوريا مبالغ مالية.

واستقبل السوداني، الجمعة 14 مارس/آذار الجاري، وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، وأعرب عن استعداد العراق للمساهمة في دعم سوريا وإعادة إعمارها، وتقديم جميع التسهيلات اللازمة في هذا الشأن. وشدد على "أهمية التنسيق لمواجهة مخاطر الإرهاب لتحقيق الاستقرار الداعم لإعادة إعمار سوريا والعمل على مواجهة الخطاب الطائفي".

كذلك تم التأكيد خلال اللقاء "موقف العراق الواضح والثابت في احترام خيارات الشعب السوري بكلّ مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن سوريا واستقرارها، اللذين ينعكسان على أمن المنطقة واستقرارها". وتمت الإشارة إلى "أهمية استمرار المشاورات السياسية والأمنية بين البلدين".

وقبل ذلك، استقبل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نظيره السوري أسعد الشيباني، الذي زار بغداد في زيارة معلنة يوم الجمعة. وقال حسين، خلال المؤتمر المشترك، إنهما تحدثا عن تحركات داعش على الحدود العراقية السورية، وضرورة التعاون دولياً من أجل القضاء على داعش. وأشار إلى طرح فكرة تأسيس مجلس تعاون بين العراق وسوريا.

  المؤتمر الصحافي المشترك لوزيري الخارجية العراقية والسورية

وأضاف حسين، أن "الدستور العراقي لا يسمح بالتدخل في شؤون الدول الأخرى"، مشيرا الى أن "العراقيين دفعوا ثمناً كبيراً إزاء الحرب الطائفية". وأفاد بأنه "تمت مناقشة الأحداث في الساحل السوري، وعبّرنا عن قلقنا تجاه ما يحصل"، مؤكداً أن "غرفة عمليات محاربة داعش سترى النور قريباً".

من جهته، قال وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إن الشراكة القوية مع العراق وسوريا ستساهم في بناء المنطقة، والحكومة السورية جادة في تعزيز روابط العلاقة بالعراق.

وأشار إلى أن سوريا ستتخذ خطوات حاسمة لتطوير العلاقات بين البلدين. وابدى استعداد بلاده للتعاون مع العراق في محاربة داعش الإرهابي. وقال: "نهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وعلى سوريا والعراق أن يقفا معاً لمنع أي تدخل في شؤونهما الداخلية، ورفض أي تدخل خارجي تملي علينا فيها قوى خارجية ما نفعله".