لم تعق تلك الهزيمة طموحاته، بل دفعته الى الإصرار على مواصلة القتال، حين صرّح: "سنعود مجدداً، عاجلاً أم آجلاً، سنفوز ببطولة ونكتب التاريخ لهذا النادي".

تحقق هذا الوعد الآن مع فوز الفريق باللقب الأوّل منذ 70 عاماً، بتتويجه بكأس الرابطة الإنكليزية، البطولة نفسها التي خسرها في نهائي 2023 بنتيجة 0-2.

وجاء هذا الإنجاز بطريقة درامية مميزة؛ فقد نجح نيوكاسل بالفوز على ليفربول، الفريق الذي يُعتبر الأقوى في إنكلترا هذا الموسم. انتهى اللقاء بفوز نيوكاسل 2-1 في مباراة وصفها الجميع بـأنها "مثالية".

رحلة نيوكاسل نحو اللقب تحت قيادة إيدي هاو كانت شاهدة على عبور عقبات كبرى، إذ تغلّب الفريق على عمالقة الدوري مثل نوتنغهام فورست، تشيلسي، برينتفورد وأرسنال، رغم الإصابات المؤثرة التي طاولت عدداً من لاعبيه الأساسيين.

ورغم كل الصعوبات، نجح إيدي هاو في بناء فريق بروح قتالية عالية. كان الهدف واضحاً: إسعاد الجماهير التي انتظرت هذا الإنجاز لسنوات طوال.

إيدي هاو ليس غريباً عن مواجهة الظروف الصعبة؛ فبعد أن اضطر الى الاعتزال مبكراً في سن الثلاثين بسبب إصابة مزمنة، اتجه الى التدريب وتولى قيادة بورنموث، النادي الذي كان يعاني من الإفلاس ويتخبط في الدرجة الرابعة. بفضل حنكته، تمكن من قيادة بورنموث لصعود تاريخي إلى الدوري الإنكليزي الممتاز.

وعندما تولى قيادة نيوكاسل، صنع فريقاً منافساً قادراً على الوقوف بين كبار الدوري. طوّر مستوى عدد من اللاعبين، أبرزهم ألكسندر إيزاك، الذي أصبح واحداً من أفضل المهاجمين في العالم هذا الموسم. بذلك، أثبت إيدي هاو أنه أحد أفضل المدربين الإنكليز الحاليين، وربما المدرب الأبرز لقيادة منتخب إنكلترا مستقبلاً.