إيران إلى المفاوضات مكشوفة... أي انعكاس لبناني؟ - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران إلى المفاوضات مكشوفة... أي انعكاس لبناني؟ - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 01:57 مساءً

شبكة أطلس سبورت - حتى قبل القصف الاميركي الذي استهدف مواقع وقيادات حوثية في اليمن في عطلة نهاية الاسبوع المنصرم والذي دفع عدد من كبار المسؤولين الاميركيين في اتجاه اعتباره رسالة الى ايران بمقدار ما هو ضبط للحوثيين ووقف اعمالهم التخريبية في البحر الاحمر، كانت المعلومات في واشنطن تفيد بان ثمة تحضيرات ودرس لكل الاحتمالات التي تنوي الادارة الاميركية التعاطي بها مع طهران . اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه وجه رسالة الى ايران من اجل التفاوض عبر الامارات العربية ما لبثت طهران ان اعلنت عن درسها فيما كانت الرسالة الاميركية تصل عبر مسارب اخرى بالضربة التي وجهت الى الحوثيين .

لم تكن هناك تفاصيل في واشنطن حول الخطوات او الالية الدقيقة التي سيتم اعتمادها ولكن كان هناك اعتزام لتوجه قاس على خلفية توقعات ديبلوماسية في العاصمة الاميركية ان يبدأ الضغط العسكري المباشر على ايران على خلفية ان البدء من هذه النقطة سيؤدي الى تهاوي الاذرع والقوى الموالية لايران . ولكن بدا انه تم عكس هذا المسار بالضربة الى وجهت الى الحوثيين عبر استكمال لكل ما يمكن ان تستخدمه طهران في المفاوضات فتأخذه الولايات المتحدة منها ثم يتفاوضون معها او ربما ايضا يوجهون ضربة عسكرية اليها . والاميركيون كانوا بدأوا بالضغط على الاوراق التي تحركها ايران او تتنفس من خلالها لا سيما بعد الاضعاف الاسرائيلي ل"حزب الله" وسقوط نظام بشار الاسد من خلال الضغط على العراق الذي بدأ العمل عليه في موضوع الغاء اتفاق الغاز والاصرار على التفاهمات المطلوبة من الحكومة العراقية كما من الاكراد في موضوع تنظيم الدولة الاسلامية لادراكهم بقدرة ايران على تحريك هذا الاخير .

وقد بدأت مفاعيل لانعكاس هذه المقاربة على العراق في الوقت الذي تفيد المعلومات من واشنطن ان الية العقوبات المتجددة ستظهر نتائجها بعد بعض الوقت بنتائجها الاقتصادية والاجتماعية القوية جدا على ايران . فهناك مبلغ يوازي 8 مليار دولار يعود لايران من توريد الغاز للعراق في حين ان كل اوجه التجارة الاخرى تتعرض لضغوط ايضا وصولا الى العمليات المالية التي تمر عبر العراق وحتى عبر دبي كما ان هناك تخفيضا لتصدير النفط الايراني بما يتعدى النصف اي الى 400 او 500 الف برميل ما سيترك انعكاسات كبيرة على ايران ويدفعها الى اجراء حساباتها بدقة .

ومع انه يسود انطباع كبير وشامل بان ايران يمكن ان تتحمل الضغوط في السياسة لا بل تغذي الخطاب المتشدد للمرشد الايراني ازاء التفاوض حول الملف النووي، فان المعلومات تكشف عن وجود انقسامات كبيرة وحادة في ايران كان من بين مؤشراتها تطيير وزير المالية اخيرا والذي عد مؤشرا في الخارج لهذه الانقسامات .

اذا كان من مؤشر مهم يتعين على ايران ان تأخذه في الاعتبار فهو المقاربة التي تعتمدها الادارة الاميركية بدءا من الشركاء والحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة وصولا الى ملف الحرب في اوكرانيا والذي لا ينفصل التعاطي مع ايران عن مجريات المفاوضات حول اوكرانيا انطلاقا من ان روسيا موجودة وحاضرة في الملفين اي الاوكراني والايراني والامور مرتبطة ببعضها.

أمران مهمان يبرزان في هذا السياق : الاول ان الخيارات امام ايران ليست كبيرة وفق ما توحي في الوقت الذي سيتحتم عليها الذهاب الى المفاوضات تحت طائلة المخاطرة بخيارات اصعب لا تتحملها ولم يعد لديها القدرة لمواجهتها عسكريا على رغم كل الكلام المغاير بعدما برز خلل هائل في التوازن بين القدرات الايرانية وقدرات اسرائيل وليس قدرات الولايات المتحدة .

ومع الانفتاح بين الرئيس الاميركي ونظيره الروسي على خلفية البحث عن حل للحرب في اوكرانيا، فان ايران بخيار المماطلة في التفاوض او رفع الشروط يمكن الا تكون في الموقع المتقدم نفسه الذي سعت الى تامينه بحماية نفسها باتفاقات الاستراتيجية مع روسيا . وتاليا فان الهامش المتاح بين مفاوضات مريحة في ظل قرار واضح في هذا الاطار او تذهب الى المفاوضات مع مزيج من الضغط الذي سيرافقها او ايضا مع مزيج من ضربة عسكرية نوعية تساهم في تضييق هامشها علما ان المؤشرات راهنا تشير الى احتمال دخولها المفاوضات وقد سحبت منها كل اوراقها التفاوضية التي كانت ركيزتها سابقا.

الأمر الاخر الذي يمكن ان تتم متابعته على خلفية هذه المعلومات يتصل بمدى انعكاس ذلك على لبنان مع ترجيح ان ينعكس الامر ايجابا اذا احسن لبنان تعاطيه مع هذا الموضوع كما فعل بالاجمال حتى الان مع الخسارة الكبيرة التي مني بها " حزب الله".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق