شبكة أطلس سبورت

لماذا لا يفضل المستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي الشبيهة بالبشر؟ دراسات حديثة تكشف الإجابة - شبكة أطلس سبورت

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا لا يفضل المستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي الشبيهة بالبشر؟ دراسات حديثة تكشف الإجابة - شبكة أطلس سبورت, اليوم الجمعة 10 يناير 2025 02:25 مساءً

بدأ الذكاء الاصطناعي بالتأثير في جميع جوانب حياتنا، وأصبح أكثر شبهًا بالبشر. من المساعدين الافتراضيين الذين يمكنهم التحدث بنبرة طبيعية إلى الصور الرمزية الرقمية التي تحاكي تعابير الوجه، تتسابق الشركات لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي أكثر تفاعلية وقربًا من الطبيعة البشرية.

على سبيل المثال: أطلقت OpenAI آخرًا الوضع الصوتي المتقدم في ChatGPT الذي يعتمد على أصوات حقيقية ويستخدم نغمات واقعية للتواصل. والهدف من هذا التطور جعل الذكاء الاصطناعي يبدو مألوفًا، مما يعزز التفاعل والثقة لدى المستخدمين.

في السياق نفسه، يتيح تطبيق Character.ai للمستخدمين التفاعل مع شخصيات مشهورة أو تاريخية مثل إيلون ماسك أو نابليون بونابرت، مما يوفر تجربة استخدام فريدة تحاكي التواصل البشري المباشر.

يبدو أن معظم الشركات تعتقد أنه إذا امتلك الذكاء الاصطناعي وجهًا أو صوتًا بشريًا، فإن المستخدم سيحبه ويثق به أكثر. وهذا الأمر صحيح، فهناك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى التأثيرات الإيجابية لتشبيه الذكاء الاصطناعي بالبشر من أجل كسب ثقة المستهلك.

ولكن هل هذه أفضل طريقة لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر قبولًا ولزيادة الثقة به؟

للإجابة عن هذا السؤال، أجريت مجموعة من الدراسات، وقد أشارت النتائج إلى أن تشبيه أدوات الذكاء الاصطناعي بالبشر قد لا يكون النهج الأمثل لزيادة الثقة بها وقد يكون له تأثيرات سلبية.

على سبيل المثال: يمكن أن يؤدي إنشاء روبوت ذكاء اصطناعي يشبه البشر إلى وضع توقعات غير واقعية عن قدراته، مما يؤدي إلى خيبة الأمل والإحباط عندما يفشل. فقد وجدت دراسة حديثة أن برامج الدردشة الشبيهة بالبشر قللت رضا العملاء، وتقييم الشركة عندما كان العملاء غاضبين من الإجابات التي حصلوا عليها. وكان هذا الرد ناتجًا عن عدم تلبية توقعاتهم، إذ ظن العملاء أن برنامج الدردشة الشبيه بالبشر سيقدم إجابات أفضل، مما أدى إلى شعورهم بخيبة الأمل عند عدم تلقي المساعدة المطلوبة.

في دراسة أخرى، وجد الباحثون أن اللاعبين استمتعوا بألعاب الفيديو بنحو أقل عندما حصلوا على المساعدة من المساعدين الشبيهين بالبشر مقارنة بالمساعدين الذين لا يشبهون البشر. وذلك لأن المساعدين الشبيهين بالبشر قللوا شعور اللاعبين بالاستقلالية، وهو عامل رئيسي للاستمتاع باللعبة.

إستراتيجية جديدة لزيادة الثقة بأدوات الذكاء الاصطناعي

بدلاً من محاولة جعل الذكاء الاصطناعي يبدو بشريًا، من الأفضل التركيز في إبراز العنصر البشري الذي يقف وراء تطويره. إذ إن توضيح دور الخبراء البشريين في تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي يمنح المستخدمين شعورًا أكبر بالثقة والفهم لكيفية عمل هذه الأدوات.

وللتحقق من أن هذه الطريقة الفضلى لزيادة الثقة بأدوات الذكاء الاصطناعي، أُجريت خمس دراسات، اختُبر خلالها مدى تأثير تسليط الضوء على العنصر البشري في تقبل المستخدمين للذكاء الاصطناعي. وفي إحدى الدراسات، قيل للمشاركين أنه يتعين عليهم تحميل صورة وسيتلقون ملاحظات من مدرب الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في تحسين مهاراتهم في التصوير الفوتوغرافي. وقُسم المشاركون إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: ظهر لها عبارة تشير إلى أن مدرب الذكاء الاصطناعي طوّره فريق من علماء البيانات وخبراء التصوير الفوتوغرافي. وجسّد مدرب الذكاء الاصطناعي، باسم وصورة بشرية.
  • المجموعة الثانية: أزيل العنصر البشري بالكامل من المدرب الخاص بها، وقرأ المشاركون أن مدرب الذكاء الاصطناعي طوّر بناءً على خوارزميات التعلم الآلي.

ثم تلقى المشاركون ملاحظات من المدرب، وقد بدت مصممة خصوصًا لهم، لكنها في الواقع هي نفسها للجميع، ثم طُلب من المشاركين تقييم مدى فائدة الملاحظات التي حصلوا عليها.

رأى المشاركون في المجموعة الأولى أن الملاحظات التي حصلوا عليها من مدرب الذكاء الاصطناعي الذي ظهر أن من طوّره خبراء في التصوير الفوتوغرافي مفيدة ومقنعة على عكس المجموعة الثانية، مع أن الملاحظات متطابقة لكلتا المجموعتين.

في الدراسات الأخرى، كرر الباحثون النهج نفسه الذي يسلط الضوء على الدور البشري في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، وقد وجدوا أن توضيح الدور البشري زاد من فهم المشاركين لكيفية عمل أداة الذكاء الاصطناعي، وما يمكن أن تفعله. وهذا الفهم زاد القبول والثقة بأداة الذكاء الاصطناعي.

التطبيقات العملية:

يمكن للشركات تطبيق هذا النهج في العديد من المجالات:

  1. التعليم: بدلًا من تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتبدو مثل المعلمين، يمكن تسليط الضوء على دور الخبراء التربويين الذين ساهموا في تطويرها. مثال على ذلك أداة Eduaide.AI التي تعلن صراحة أن مجموعة من المعلمين طوروها.
  2. الرعاية الصحية: تسليط الضوء على دور الأطباء في تصميم التطبيقات الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يعزز ثقة المرضى. على سبيل المثال: تطبيق SkinVision، يوضح أنه يعتمد على خبرة أطباء الجلد في الكشف عن سرطان الجلد.
  3. الخدمات المهنية: في مجالات مثل التمويل والقانون، يمكن للشركات تأكيد مساهمة الخبراء في تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي المُستخدمة في هذه المجالات، كما هي الحال مع أدوات مثل: LegalNow و Finaix.

الخلاصة:

إن جعل أدوات الذكاء الاصطناعي تبدو بشرية أو نزع الصفة الإنسانية عنها تمامًا ليست الطريقة الفضلى لكسب ثقة المستخدمين. بدلًا من ذلك، يجب إظهار الجهد البشري والخبرة التي تدخل في تطويرها وتصميمها. فهذا النهج يزيد قبول أدوات الذكاء الاصطناعي، ويؤسس علاقة قائمة على الثقة والشفافية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار متعلقة :