في مدينة سامراء، التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد العاصمة العراقية، ولد عدنان حمد في 1 فبراير 1963، وعشق الفتى الساحرة المستديرة منذ نعومة أظفاره، حتى احترفها لاعبًا ثم مدربًا قبل أن يصبح على أعتاب فريق العروبة الأول لكرة القدم، وفق مصادر خاصة بـ«الرياضية».
لم يعمل عدنان حمد في أي مهنة أخرى غير كرة القدم، إذ حصل في شبابه على درجة البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة بغداد، ليصبح بعدها لاعبًا في صفوف سامراء، ثم ينتقل إلى فريق صلاح الدين لمدة موسم واحد مطلع الثمانينات.
وكانت 1983 بمثابة نقطة التحول في مسيرة عدنان حمد، بعد انتقاله من صلاح الدين إلى الزوراء، صاحب الشعبية الكبيرة في العراق، ليصبح حينها لاعبًا معروفًا في قلب الهجوم، ويتم استدعائه لتمثيل منتخب شباب العراق، ثم المنتخب الأول عام 1984.
عدنان حمد الذي يبلغ طوله 187 سم، امتاز بقوته في ألعاب الهواء وتسجيل الأهداف مع مختلف الفرق التي شارك معها، ليصبح مهاجمًا مع الزوراء، ثم الطلبة والقوة الجوية، خلال ثمانينيات القرن العشرين، قبل أن يعود إلى فريقه الأول سامراء ويعتزل في صفوفه عام 1994.
وتعرض حمد لموقف صعب عام 2013، بعد أن فُجع بوفاة ابنته الصغيرة التي تبلغ من العمر ثمانية أشهر، بعد معاناة مع مرض عضال، ليتلقى المدرب وأسرته التعازي بعد رحيلها.
وحصل حمد على أول دورة تدريبية عام 1993 في بغداد، قبل أن يسافر إلى عدة دول، مثل ماليزيا وهولندا وإيطاليا، من أجل قضاء فترات من المعايشة التدريبية والكروية في هذه البلدان.
وبدأ حمد مشواره التدريبي الحقيقي عام 1996 مع الزوراء العراقي، ليحقق لقب الدوري مع الفريق في موسمه الأول، وبعدها قاد منتخب العراق تحت 20 عامًا، قبل أن يتولى تدريب فريق دبي الإماراتي لفترة قصيرة في موسم 1998ـ1999، وبعدها قاد العراق الأول للمرة الأولى عام 2000، كما أشرف على تدريب الزوراء في الفترة ذاتها، من عام 2000 وحتى 2004.
وحصل حمد على لقب الدوري العراقي من جديد مع الزوراء عام 2000، كما فاز بكأس العراق مرتين، وكأس السوبر مرتين، كما قاد أسود الرافدين في بطولة غرب آسيا، التي حصل فيها على المركز الثالث بعد الفوز على الأردن بنتيجة 4ـ1.
ولم يكتف حمد بذلك، إذ تولى تدريب منتخب الشباب العراقي أيضًا في نهائيات كأس آسيا عام 2000، حين فاز باللقب بعد الانتصار في المباراة النهائية على اليابان بنتيجة 2ـ1، كما فاز بلقب بطولة غرب آسيا عام 2002 مع العراق، قبل أن يقال من منصبه مدربًا فنيًا للمنتخب العراقي خلال تصفيات كأس العالم 2002، بسبب سوء النتائج.
وكان حمد قريبًا من تدريب لبنان عام 2004، إلا أن عدم التزام الاتحاد اللبناني بتوقيع العقود الرسمية منع إتمام الصفقة، ليعود ويقود المنتخب العراقي في كأس آسيا 2004، قبل الخروج من ربع النهائي بعد الخسارة أمام الصين بثلاثية.
وكاد أن يحقق المدرب إنجازًا تاريخيًا لا ينسى، بعد أن قاد المنتخب العراقي الأولمبي في نهائيات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004، حين وصل المنتخب العراقي إلى نصف النهائي، قبل الخسارة أمام باراجواي. وخسر من جديد في مباراة تحديد المركز الثالث أمام إيطاليا بهدف، ليفشل في الحصول على الميدالية البرونزية.
وكانت للمدرب حمد تجربة مع الأنصار اللبناني في موسم 2005ـ2006، إلا أنها لم تستمر طويلًا ليرحل بعد 23 مباراة، حقق خلالها انتصار واحد و6 تعادلات، إضافة إلى 16 خسارة.
واستعاد حمد تألقه التدريبي مع الفيصلي الأردني، والذي توج معه بلقب الدوري الأردني عام 2008، وكأس السوبر الأردني، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الآسيوي عام 2006.
وعاد حمد لتدريب العراق عام 2008، إلا أنه رحل بعد 5 مباريات فقط في تصفيات كأس العالم، ليخسر 3 مباريات ويفوز في مباراتين، ليتم حرمانه من تدريب المنتخب العراقي بعد ذلك، بقرار من الهيئة المؤقتة لوزارة الشباب والرياضة العراقية حينها، بعد الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010.
وبعد رحيله عن تدريب العراق، تولى حمد قيادة الأردن خلال الفترة من 2009 وحتى 2013، إذ بلغ معه ربع نهائي كأس آسيا عام 2011، كما حقق 28 انتصارًا بالفترة ذاتها.
وكانت لعدنان تجارب قصيرة بعد ذلك، مع بني ياس الإماراتي عام 2014 في 10 مباريات فقط، وبعدها قاد البحرين في العام ذاته، قبل أن يرحل بعد 6 مواجهات فقط، حين خسر أمام الأخضر السعودي بنتيجة 0ـ3 في كأس الخليج عام 2014.
هذا وقاد حمد الوحدات الأردني في الفترة من 2016 وحتى 2017، دون أن يحقق أي بطولة، قبل أن يقود الأردن للمرة الأخيرة في الفترة من 2021 وحتى 2023، في 23 مباراة، حقق خلالها 16 انتصار وخسر 7 مواجهات بدون أي تعادل.