بعد اتصال مع بوتين.. ترامب: هناك فرصة جيدة جدًا لانتهاء الحرب في أوكرانيا - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن محادثاته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت “جيدة ومثمرة للغاية”، مُشيرًا إلى وجود “فرصة كبيرة جدًا” لانتهاء الحرب في أوكرانيا.

وفقا لتقرير الجارديان، أكد ترامب أن الجنود الأوكرانيين المحاصرين في كورسك يُمثلون قضيةً رئيسية، وحثّ بوتين على إنقاذ حياتهم بعد أن حاصرتهم روسيا، بحسب التقارير.

يُسلط هذا الادعاء، إلى جانب موقف ترامب المتفائل بشأن انتهاء الحرب في أوكرانيا ووقف إطلاق النار المُحتمل، الضوء على جهوده الدبلوماسية المُستمرة لحل النزاع، على الرغم من التعقيدات المُحيطة بالوضع.

تفاؤل ترامب: انتهاء الحرب في أوكرانيا

في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، فصّل ترامب محادثته مع بوتين، واصفًا الاجتماع بالمُثمر، ومُعربًا عن أمله في السلام. كما أثار الوضع المُقلق المتمثل في حصار القوات الأوكرانية من قِبل القوات الروسية، داعيًا إلى سلامتهم.

حذّر ترامب من أن أي هجوم على هؤلاء الجنود سيُمثل مجزرة، تُذكر بأهوال الحرب العالمية الثانية. أكد مناشدته لبوتين بالحفاظ على حياتهم قلقه إزاء العواقب الإنسانية للصراع، في حين أشار إلى سعيه لتحقيق السلام في ظل تصاعد العنف.

شروط بوتين ومقترح وقف إطلاق النار

بينما أبدى ترامب تفاؤله بشأن المناقشات، لا يزال رد روسيا على مقترح وقف إطلاق النار حذرًا. أعرب بوتين، إلى جانب الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، عن دعمه لفكرة وقف إطلاق النار، لكنه وضع على الفور شروطًا جديدة.

في مؤتمر صحفي، أوضح بوتين أن وقف إطلاق النار لن يتقدم إلا إذا أوقفت أوكرانيا تعبئتها العسكرية وتوقفت عن تلقي المساعدات العسكرية الغربية خلال الهدنة. كما أشار إلى أن روسيا ستواصل جهودها لإعادة التسلح، مما أثار مخاوف في أوكرانيا من احتمال استغلال وقف إطلاق النار لإعادة التسلح وشن المزيد من الهجمات.

وُصف رد بوتين بأنه تكتيك تقليدي للمماطلة، إذ لم يقدم سوى ما يكفي من الأمل لإبقاء المفاوضات حية مع تجنب تقديم تنازلات جوهرية. وفقًا للخبراء، يُمثل نهجه مناورة استراتيجية للحفاظ على الضغط على أوكرانيا وحلفائها الغربيين، وضمان استيفاء شروط روسيا قبل التوصل إلى أي اتفاق شامل.

اقرأ أيضا.. إدارة ترامب تطلب من المحكمة العليا تأييد أمر يحد من حق المواطنة بالولادة

استياء أوكرانيا والجمود الدبلوماسي

ردّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تصريحات بوتين باتهامه الزعيم الروسي بالتلاعب. ووصف شروط بوتين بأنها حيلة لإطالة أمد الحرب، مؤكدًا أن مطالب موسكو ستُفقد وقف إطلاق النار معناه.

أعرب زيلينسكي عن شكوكه في التزام روسيا بالسلام، معتبرًا إصرار بوتين على الشروط المسبقة محاولةً لتعزيز مكاسبه الاستراتيجية مع تجنب التفاوض الجاد.

الانقسام الدبلوماسي واضح: تسعى أوكرانيا إلى وقف إطلاق نار فوري، تليها مفاوضات طويلة الأمد مدعومة بضمانات أمنية غربية.

في المقابل، تُصرّ روسيا على تسوية كلٍّ من وقف إطلاق النار والقضايا الأوسع نطاقًا – مثل نزع سلاح أوكرانيا، وحياد الناتو، والاعتراف بالمطالب الإقليمية الروسية – في اتفاق شامل واحد.

دور ترامب والتوترات المتزايدة

لعبت سياسة ترامب الخارجية دورًا هامًا في تشكيل المشهد الجيوسياسي الحالي. فمن خلال تقاربه الوثيق مع روسيا، يُقال إن ترامب غيّر ميزان القوى في الصراع الدائر. ويُنظر إلى نهج الرئيس الأمريكي تجاه الأزمة الأوكرانية على أنه تعاملي، مع التركيز على المكاسب الاقتصادية والدبلوماسية المحتملة لروسيا.

أشار ترامب إلى أن روسيا قد تستفيد من إعادة اندماجها في الاقتصاد العالمي، مما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات وفتح آفاق جديدة للتعاون.

مع ذلك، يشير المحللون إلى أن خيارات ترامب محدودة. فمع ضعف نفوذه على بوتين وعدم رغبته في تصعيد الدعم العسكري، قد يضطر ترامب إلى الاعتماد على الحوافز الدبلوماسية والاقتصادية لدفع روسيا نحو حل.

ويمكن استخدام احتمال تخفيف العقوبات وتحسين العلاقات كإغراءات لجذب بوتين، على الرغم من أن هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لأوكرانيا.

لعبة جيوسياسية معقدة

تطور الوضع في أوكرانيا إلى لعبة جيوسياسية معقدة، حيث تسعى روسيا إلى تحقيق أهدافها القصوى، بينما تحاول الولايات المتحدة الموازنة بين دعمها لأوكرانيا وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام. ويبدو أن شروط روسيا للسلام مصممة لضمان أهدافها الاستراتيجية، بما في ذلك المطالبات الإقليمية والضمانات العسكرية.

أما بالنسبة لأوكرانيا، فالرهان كبير، إذ إن أي اتفاق يفشل في ضمان سيادتها وأمنها قد يؤدي إلى زعزعة استقرار طويلة الأمد في المنطقة.

مع استمرار تطور الوضع، سيظل دور الجهات الفاعلة الخارجية، مثل الولايات المتحدة، محوريًا. إن جهود ترامب للتفاعل مع بوتين، إلى جانب دعم الغرب لأوكرانيا، تُحدث توازنًا دقيقًا للقوى سيُشكل مستقبل الصراع. وبينما لا تزال إمكانية السلام قائمة، فإن الطريق إلى حل دائم يتطلب دبلوماسية حذرة ومراعاة المصالح الراسخة لجميع الأطراف.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق