قد لا يخطر على بال الجماهير الرياضية أن هناك لاعبي كرة قدم في مختلف الملاعب العالمية تعرضوا لفقدان الذاكرة بشكل مؤقت داخل ساحة الملاعب وقت أدائهم المباراة، ولكن ما يدعو للدهشة والاستغراب أن فقدان الذاكرة قد ارتبط في أذهان الجميع بالحالات المرضية؛ التي قد يتعرض لها البعض بسبب الحوادث والإصابات، ولكن في مجال كرة القدم فهذا يضع أمامنا الكثير من علامات التعجب، ومن اللاعبين الذين تعرضوا لمشكلة فقدان الذاكرة بشكل مؤقت الألماني كريستوف كرامر بعد اصطدامه بلاعب آخر، واللاعب الأنغولي جيلبرتو، والبرتغالي بيبي، ولاعبون عرب أمثال محمد الجندي، محمود الونش، رشدي أشرف، محمد جدو، علي جبر، مجدي عبدالعاطي.

وحول مشكلة فقدان الذاكرة بشكل مؤقت عند اللاعبين يقول استشاري المخ والأعصاب الدكتور محمد عبدالستار لـ«عكاظ»:

قد يتعرض بعض اللاعبين لفقدان الذاكرة بشكل مؤقت وتكون لفترة وجيزة؛ نتيجة تعرضهم لإصابة قوية في الرأس بعد الاصطدام بلاعب آخر، ويؤدي ذلك إلى حالة تُعرف بارتجاج المخ أو ارتجاج الدماغ، وقد يحدث فيها فقدان للذاكرة بشكل مؤقت، إذ تعتبر حالة مرضية تؤدي إلى عدم استطاعة الفرد تذكر الأشياء بشكل مؤقت وعدم التوازن والدوار، وقد ينسى اللاعب وقت إصابته داخل الملعب بأنه كان يلعب مباراة مع فريقه.

وتابع: ارتجاج الدماغ بشكل عام هو نوع من إصابات الدماغ الرّضيّة، وهذه الإصابة تجعل الدماغ يتحرك في اتجاه ويرجع إلى الاتجاه الآخر بسرعة، الأمر الذي يسبب ارتداداً أو انحرافاً للدماغ نحو الجمجمة، ومن ثم تحدث فيه تغيرات كيميائية، وربما تمدد أو تدمير لخلاياه، وفي عالم الرياضة قد يحدث الارتجاج نتيجة لتعرض اللاعب لضربة على الرأس أو الوجه أو العنق، أو ضربة في أي مكان آخر من الجسم قوية بما يكفي لتنتقل الإصابة إلى الدماغ، وقد يُسبب ارتجاج الدماغ بعض الأعراض التي قد تظهر مباشرة أو تتأخر لعدة أيام بعد الإصابة، الأمر الذي يشكل صعوبة في اتخاذ قرار متابعة اللاعب للمباراة أو الموعد المناسب لعودته للملعب.

وأضاف: في حال تعرض اللاعب لارتجاج الدماغ إثر الاصطدام بلاعب آخر يقوم الفريق الطبي التابع للنادي بفحص اللاعب وتقييم حالته داخل الملعب واتخاذ القرار بشأنه فوراً، وتحويله لأقرب مستشفى في حال صعوبة الوضع والحالة لإجراء المزيد من الفحوصات والأشعات اللازمة، وبعد الشفاء التام وفترة الراحة يحق للاعب العودة للملاعب والمشاركة في المباريات اللاحقة.

وختم الدكتور محمد عبدالستار حديثه بقوله:

قد تستغرق مدة التعافي من ارتجاج المخ أياماً أو أسابيع سواء عند اللاعبين أو غيرهم، وعادة ما يتعافى معظم الأشخاص تماماً دون آثار دائمة، لا سيما مع الالتزام بالتعليمات والحصول على الراحة المطلوبة، والعودة التدريجية لممارسة أنشطتهم عندما يسمح الطبيب بذلك، في المقابل قد يؤدي التعرض لارتجاج آخر قبل التعافي من الارتجاج الأول أو تكرار تعرض الدماغ للصدمات إلى مضاعفات خطيرة دائمة.