نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة التغيير تبدأ من الذات! - شبكة أطلس سبورت, اليوم الخميس 9 يناير 2025 02:38 مساءً
بقلم: عيسى المزمومي
في عمق النفس البشرية، تقبع أسرار لا تُكتشف إلا لمن يبحث عنها بصدق وتأمل. تلك الأسرار ليست سوى انعكاسًا لأفكارنا، مشاعرنا، وسلوكياتنا التي تشكّل حاضرنا وتؤثر في مستقبلنا. وفي هذا الإطار، تبرز البرمجة اللغوية العصبية (NLP) كأداة تأملية تعيد تشكيل نظرتنا إلى ذواتنا وعلاقتنا بالعالم.
حين يتأمل الإنسان ذاته، يخطو أولى خطوات التحرر من قيود الأنماط الفكرية الموروثة. تدعو البرمجة اللغوية العصبية إلى تأمل الذات بعمق، ليس فقط لتحليل السلوكيات السطحية، بل للوصول إلى الجذور التي تغذي تلك السلوكيات. وفي هذه الرحلة الداخلية، يدرك الإنسان أن المشاعر التي اعتاد قمعها، والأفكار التي اعتبرها حقائق ثابتة، ليست سوى انعكاس لمعتقدات اكتسبها عبر الزمن.
تقنية “التأمل الذاتي” في البرمجة اللغوية العصبية تشبه مرآة فلسفية تعكس ما بداخلنا من مخاوف وطموحات. إن وعي الذات هو بداية التحرر من القوالب الفكرية الجاهزة والانطلاق نحو فهم أعمق للحياة.
في قلب كل إنسان تكمن أحلام وأهداف، لكن كثيرًا ما تعترضها قيود الواقع. تدعو البرمجة اللغوية العصبية إلى إعادة صياغة الأهداف بطريقة إيجابية تجعلها تتجاوز حدود المألوف إلى عوالم الإبداع والتحرر. الهدف في هذه الفلسفة ليس مجرد نتيجة مرجوة، بل هو عملية مستمرة من النمو والتطور.
الحياة سلسلة من الأنماط المتكررة التي تقيد تفكيرنا وسلوكنا. لذلك تدعو البرمجة اللغوية العصبية إلى كسر تلك الأنماط السلبية التي تعيق تقدمنا. هذه الأنماط ليست مجرد عادات يومية، بل هي تصورات متجذرة في أعماق العقل.
كسر هذه الأنماط يتطلب جرأة لمواجهة الذات واستعدادًا لإعادة برمجة الأفكار التي نعتبرها حقائق ثابتة. ترى البرمجة اللغوية العصبية أن التغيير يبدأ حين نختار استبدال الأفكار المقيدة بأخرى تحررنا.
التواصل ليس مجرد تبادل للكلمات، بل هو لغة الروح التي تربطنا بالآخرين. تعلّمنا البرمجة اللغوية العصبية أن نفهم أنفسنا أولًا قبل أن نتواصل مع العالم. من خلال فهم أنماط الاتصال المختلفة، يصبح الإنسان أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره بوضوح، وفي الوقت ذاته، أكثر تعاطفًا مع الآخرين.التواصل الفعّال هو جسر يمتد بين الذات والآخر، يساهم في بناء علاقات صحية ومستدامة.
تتجلى الفلسفة الحقيقية للبرمجة اللغوية العصبية في التطبيق العملي لكل ما نتعلمه. فالمعرفة وحدها لا تكفي؛ التجربة هي التي تثبّت المفاهيم في العقل وتحولها إلى سلوكيات يومية. مواجهة التحديات وتطبيق التقنيات في الحياة اليومية يكسب الإنسان قدرة على تجاوز الصعاب بثقة ومرونة.التجربة العملية في البرمجة اللغوية العصبية ليست مجرد وسيلة لتحقيق الأهداف، بل هي وسيلة لاكتشاف الذات بشكل مستمر.
في هذا المجال الرائد، تبرز المستشارة السعودية عزة الغامدي كواحدة من الأسماء الإبداعية في البرمجة اللغوية العصبية في الوطن العربي. من خلال مسيرتها المهنية التي امتدت لأكثر من عقد، جسدت الغامدي فلسفة البرمجة اللغوية العصبية في فهم الذات وتطويرها.
لقاءاتها وندواتها، مثل “مصالحة الزوجة”، “مدمرات العلاقة”، و”كيف نبني زواجًا ناجحًا”، ليست مجرد محاضرات تقليدية، بل دعوة إلى التأمل العميق في العلاقات الإنسانية ومعالجة جذور المشكلات.تدعو عزة الغامدي إلى تغيير الأنماط الفكرية التي تحكم العلاقات الأسرية وتحقيق التوازن العاطفي من خلال فهم أعمق للنفس والآخر.
في نهاية المطاف، البرمجة اللغوية العصبية ليست مجرد مجموعة من التقنيات، بل هي فلسفة تأملية تعيد تشكيل علاقتنا بأنفسنا وبالعالم من حولنا. من خلال التأمل في الذات، وتحديد الأهداف، وكسر الأنماط السلبية، وتعزيز التواصل، والتطبيق العملي، يمكن للإنسان أن يطلق العنان لإمكاناته الكامنة ويعيش حياة أكثر وعيًا وتوازنًا.
رحلة فهم الذات وتحرير الإمكانات هي رحلة مستمرة لا تنتهي عند حد معين.
تذكّرنا البرمجة اللغوية العصبية بأننا قادرون على إعادة تشكيل واقعنا في أي لحظة، من خلال تغيير طريقة تفكيرنا وتفاعلنا مع الحياة.وكما قالت المستشارة عزة الغامدي:
“كل تغيير يبدأ من الداخل، حيث الوعي هو المفتاح الأول للتحرر من قيود الماضي وتحقيق الذات!”
0 تعليق