كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأحد 16 مارس 2025 06:10 مساءً - خلصت دراسة أعدها وكيل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجدّدة المساعد السابق إياد الفلاح، إلى أن أحمال التكييف تستهلك في الصيف 12490 ميغاواط، أي بنسبة 69 في المئة من إجمالي الأحمال المنتجة طبقاً لإحصائيات الوزارة الصادرة حديثاً.
وأظهرت الدراسة، التي أعدها الفلاح وخصّ «الراي» بنشرها، أن المتتبع للأحمال الكهربائية للسنوات الثلاث الماضية، سيجد أن الفارق بين أعلى حمل كهربائي في الصيف، وأدني حمل كهربائي في الشتاء في العام 2022، هو 11.085 أي نحو 69 في المئة، وكذلك الأمر بالنسبة للعام 2023، حيث الفارق 11.520 ميغاواط، أي نحو 68 في المئة، وفي العام 2024 سيجد الفارق بينهما 12.490 ميغاواط، أي نحو 69 في المئة، حيث يلاحظ أن هذا الفارق في ازدياد مستمر.


فارق وتوفير
وأرجعت الدراسة سبب الفارق الكبير بين الأحمال الصيفية والشتوية إلى حجم استهلاك التيار الذي تستهلكه أجهزة ومعدات التكييف، والحلول التي يُمكن وضعها لتقليص هذا الفارق في معدلات الاستهلاك، خصوصاً أنه بعد انتهاء فصل الصيف ودخول الشتاء، يقل الطلب على الكهرباء إلى الثلث تقريباً، بسبب اعتدال الجو والانخفاض الكبير في درجة الحرارة عما كانت عليه في فصل الصيف.
وتوضح الأثر المباشر الذي يُمكن أن يحدث في حال تخفيض الفارق بين أعلى معدل استهلاك في الصيف وأدنى معدل استهلاك في الشتاء، بمقدار 10 في المئة، حيث ستوفّر الوزارة 1.249 ميغاواط، الأمر الذي يعني توفير القيمة الرأسمالية لمحطة بقدرة 1.249 ميغاواط بقيم مالية تُقدّر بحوالي 358 مليون دينار (مقارنة بمشروع محطة الصبية 900 ميغاواط).
وكما تطرّقت الدراسة إلى الأثر غير المباشر والنتائج الإيجابية التي يمكن أن تجنيها الوزارة، في حال توفيرها 10 في المئة، أبرزها توفير نحو 190 مليون دينار سنوياً، قيمة وقود التشغيل، مقارنة بمحطة الزور الشمالية (المرحلة الأولى).
اقتراح
واقترح الفلاح في دراسته لتخفيض حجم استهلاك التيار في الصيف، إنشاء مركز بحثي متخصص غرضه الرئيسي تطوير تقنيات التبريد والتكييف، لتخفض استهلاك الكهرباء خلال أشهر الصيف، بما يعود بالنفع على الدولة، من خلال خفض الكلفة العالية التي تتحملها الوزارة لإنتاج الكهرباء، حيث تشير التقاير العلمية إلى تطور مستمر في تكنولوجيا تكييف وتبريد الهواء، ويسعى القائمون على هذه الصناعة دوماً إلى ابتكار طرق ومواد تُخفض استهلاك الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة التكييف والتبريد، عبر توظيف أحدث الأجهزة الكهربائية والطاقة الشمسية، ومواكبة التطور في علم المواد وعدم الاكتفاء فقط بإصدار كودات بناء لعوازل المباني.
وتطرقت الدراسة إلى الأثر السلبي لبقاء تعرفة استهلاك السكن الخاص على وضعها الحالي بقيمة فلسين للكيلو واط، حيث يؤكد صاحب الدراسة أن «بقاء سعر تعرفة السكن على وضعها دون تغيير، كبقية القطاعات التي شملتها الزيادة، يشجع على الاستهلاك المفرط لأجهزة التكييف والتبريد، وبالتالي يسهم مساهمة كبيرة في خلق هذا الفارق الكبير، ومما يُعزّز هذا السلوك لدى البعض هو تقاعس التحصيل المالي الشهري لسنوات، وترك الحبل على الغارب، لذا فإن تعديل الجانب الخاص بالسلوك الشخصي للمستهلكين، يُعد أهم بكثير من أي وسيلة أخرى تهدف إلى ترشيد الاستهلاك».

هبه الوهالي
أعمل كقائد فريق في الخليج 24، مع إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. عملت من قبل مع حال الخليج كمديرة قسم أخبار الخليج وكاتبة ومحررة للمقالات والأخبار العالمية والعربية. أحمل شهادة البكالوريوس في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة بيرزيت - فلسطين. ولي خبرة طويلة في إعداد وتحرير المحتوى والمضامين وإنتاج المقالات والأخبار للعديد من المواقع الإلكترونية والإذاعات المحلية، كما لدي خبرة ومعرفة غنية في مجال العلاقات العامة والإعلام وتنسيق المشاريع وإدارتها.
0 تعليق