هذه العبارة نذكرها جميعا فقد قالها رئيس الوزراء المرحوم معروف البخيت قبل عشرة سنوات، وتحديدا بشهر ايلول عام 2014 خلال مهرجان عرار بمحافظة اربد، قالها بوقت كان يجري تشكيل تحالف دولي لمواجهة تنظيم داعش بذلك الوقت ، والذي كان يشكل خطرا على المنطقة نتيجة ما كان يجري من احداث بالعراق وسوريا ، الاردن بموقعه الجيوسياسي بالمنطقة فهو محاط بدول تعاني كثيرا من احداث داخلية فالعراق بعد احتلاله عانى ولا زال يعاني من ازمات داخلية وعدم استقرار، وسوريا بعد رحيل الاسد وتولي نظام كان مصنفا على قوائم الارهاب ولا زالت معالم توجهاته لم تظهر ، بالرغم مما يتحدث به قادته امام العالم بلغة لم يكونوا يتحدثوا بها خلال المواجهات مع النظام السابق، ولبنان لديه من المشاكل ما يكفيه،ولا ننسى ما يجري بفلسطين من احداث ومجازر ومخطط الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، وعلينا ان نكون حذرين من مواقف بعض الانظمة العربية التي تبطن غير ما تظهر فيما لولا قدر الله ان نجح العدو الصهيوني بتنفيذ مخططاته بتصفية القضية الفلسطينية ،اما امريكا ترامب القادم فلا داعي للخوض بتوجهاته التي عشناها سابقا فالشمس لا تغطى بغربال.
اجهزتنا الامنية ورجالنا البواسل حماة الديار رعاهم الله كانوا ولا زالوا بالمرصاد لمواجهة كل محاولات العبث بامننا الداخلي ، وتم التصدي للكثير من المحاولات سواء تهريب اسلحة او مخدرات وحتى اجتياز للحدود ،وبكل كفاءة واقتدار كان يتم تطبيق قواعد الاشتباك مع المتسللين والتصدي لهم ،واذا استدعى الامر يتم مطاردتهم ايضا داخل المناطق التي تسللوا منها ، وفي حالات معينة قام نسور سلاح الجو الملكي بقصف مناطق يتواجد بها هؤلاء المهربين والمتسللين والحاق اشد الخسائر بهم، نعم امن الاردن خط احمر مهما كانت الجهة التي تسعى للعبث بالامن الاردني .
الكيان الصهيوني له اطماع واجندات تجاه الاردن، وما نشر خرائط دولتهم المزعومة الا دليل على توجهات هذا الكيان، الذي لا يلتزم باي معاهدات ،فقد قامت قوات الاحتلال الصهيوني وبعد رحيل الاسد ودخول قوات المعارضة العاصمة دمشق ، قام العدو الصهيوني بالغاء اتفاقية عام 1974 لفصل القوات واحتل جبل الشيخ والقنيطرة وسيطرت على منابع المياه بجنوب سوريا وكذلك سد الوحدة المشترك بين الاردن وسوريا ، نحن بالاردن لدينا مشكلة بالمياه وحسب تصريحات من مسؤولين يعد الاردن من الدول الفقيرة بالمياه ، فاحتلال العدو الصهيوني لمنابع المياه يعد تهديد لامن الاردن ،وبالرغم من وجود ملحق يتعلق بالمياه باتفاقية وادي عربة، فنعلم كيف يتعامل العدو معنا بقضية المياه، وهنا نقول اليس كان من المكن ان يتم اتخاذ اجراء لحماية مصادر المياه التي نعتمد عليها بالاراضي السورية ؟ وتعتبر من الحقوق المتفق عليها منذ عهد النظام السابق ،فما المانع لوتحركت قوات اردنية وتموضعت داخل تلك المناطق لحماية منابع المياه لاسيما وان اجهزتنا الامنية تملك من القدرات الاستخبارية الكثير وبشهادة دول عديدة على التفوق بالمجال الاستخباري،ولا يغيب عن بالنا من اجراءات قد تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني، فما نشاهده من اقتحامات للاماكن المقدسة بحماية الجيش ،ولا ننسى قضية النهجير التي قد تكون على اجندة الاحتلال الصهيوني بظل وجود اشخاص من حملة الرقم الوطني ويقيموا بفلسطين المحتلة وامكانية قيام الاحتلال الصهيوني بتهجيرهم للاردن .
تفاعل الاردن مع تطورات الاحداث فتواصل مع القيادة الجديدة بسوريا ، وهناك متابعة للعديد من الملفات ومنها تزويد سوريا بالكهرباء، وعقد لقاءات مع تركيا والتي كان لها دور بتسارع دخول قوات المعارضة للعاصمة دمشق وتولي السلطة ،وما يهمنا ان تعمل الحكومة على حماية مصالح الدولة الاردنية العليا من تبعات ما جري وسيجري بسوريا مستقبلا، بظل تقاطع توجهات النظام الحالي وعدم تطابقها ولو بشكل جزئي في بعض الملفات، مع دول اقليمية ودول الغرب الذي يهمه بالدرجة الاولى مصالح واهداف الكيان الصهيوني .
الاردن وفلسطين في مركب واحد وبظني ان اصحاب القرار يدركون ذلك فنحن مستهدفين باطماع الكيان الصهيوني ، فعلى السلطة الفلسطينية ان لا تتخذ من المواقف التي من شانها خدمة هذا الكيان ، وكلنا يذكر كيف تم توقيع اتفاقية اوسلو بالخفاء، وندعوا ان لا يتكرر هذا السيناريو مما يسهل على العدو الصهيوني تنفيذ اجنداته بالمنطقة خاصة موضوع الترانسفير، مقاومة الاحتلال حق مشروع وعلينا ان نجعل من المقاومة حالة من الارباك وعدم الاستقرار للعدو الصهيوني .
جبهتنا الداخلية والحمدلله قوية ومتماسكة ونقف جميعا في مواجهة مثيري الفتنة التي من شانها خدمة الكيان الصهيوني ،فكل الدعم والمساندة لاجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة المرابطين على ثغور الوطن لحمايته من اي مساس وسيعلم كل من يسعى لخدمة العدو الصهيوني واعداء الاردن ان ليس كل طير يؤكل لحمه ، وكما يقال من لا يعرف الصقر يشواه.
0 تعليق