ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 15 مارس 2025 11:54 مساءً - استقبال الإشارة الأولى من «اتحاد سات» بعد وصوله لمداره في تمام الساعة 12:04 مساءً
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، أول قمر اصطناعي راداري يطوره فريق المركز، وذلك صباح أمس، من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، على متن صاروخ «فالكون 9»، حيث انطلق القمر الاصطناعي إلى مداره في تمام الساعة 10:43 صباحاً بتوقيت الإمارات، لتواصل بذلك الإمارات إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء لخدمة البشرية والأبحاث العلمية.
واستقبل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في المحطة الأرضية بدبي أول إشارة بنجاح في تمام الساعة 12:04 مساءً بتوقيت الإمارات.
وبهذه الخطوة، يبدأ فريق المهندسين في مركز التحكم بالمهمات، عملية التحقق من سلامة الأنظمة والأجهزة على متن القمر، وإجراء سلسلة من الاختبارات التقنية لضمان كفاءتها، وبعد التأكد من أداء جميع الأنظمة بنجاح، ستبدأ المرحلة التالية، والتي تشمل التقاط أولى الصور باستخدام تقنيات التصوير الراداري المتطورة التي يتميز بها «اتحاد سات»، والتي سوف يستفاد منها في دعم العديد من التطبيقات المهمة، مثل مراقبة البيئة، ورصد الكوارث الطبيعية، وتحليل التغيرات المناخية، وتتبع حركة السفن والملاحة البحرية، ودعم قطاع الزراعة الذكية.
ويمثل «اتحاد سات» خطوة نوعية ضمن برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية في المركز، حيث يُعد الأول من نوعه المزود بتقنية التصوير الراداري، ما يعزز قدرات المركز في مجال رصد الأرض باستخدام أحدث التقنيات. يتميز القمر الاصطناعي الجديد بقدرته على التقاط صور عالية الدقة في جميع الظروف الجوية، ليكون إضافة استراتيجية لجهود الإمارات في تطوير حلول فضائية مبتكرة.
وتم تطوير «اتحاد سات» ضمن شراكة استراتيجية مع شركة «ساتريك إنشيتيف» الكورية الجنوبية، حيث قاد فريق مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تحديد الخصائص التقنية للقمر الاصطناعي، قبل الانتقال إلى مرحلة التصميم الأولي، والاختبار التقني، لضمان الامتثال لأعلى المعايير العالمية. في المراحل المتقدمة من المشروع، تولى مهندسو المركز قيادة عمليات التصميم النهائي والتصنيع، بالشراكة مع خبراء من «ساتريك إنشيتيف»، ما يعكس التزام المركز بتعزيز القدرات الوطنية في قطاع الفضاء، عبر نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
رؤية طموحة
وعن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي، قال معالي الفريق طلال حميد بالهول نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة بثبات نحو ترسيخ مكانتها بين الدول الرائدة في تكنولوجيا وعلوم الفضاء، بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، ودعمها المتواصل لهذا القطاع الحيوي. نعبّر عن امتناننا لهذا الدعم، الذي أثمر اليوم عن إنجاز جديد بإطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)، والذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير قدراتنا في رصد الأرض، وجمع البيانات لدعم التنمية المستدامة.
كما يفتح هذا الإنجاز آفاقاً جديدة للاستفادة من التقنيات الفضائية في مجالات متنوعة تخدم الدولة. سنواصل التقدم بخطى واثقة نحو تحقيق نهضة تكنولوجية مستدامة، تعزز مكانة دولتنا، وترسخ دورها الفاعل على الساحة العالمية».
وقال حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «نجحنا في إطلاق القمر الاصطناعي اتحاد سات، بفضل دعم ورؤية قيادتنا الرشيدة، ما يعكس التطور الكبير الذي تحققه دولة الإمارات في قطاع الفضاء، ويعزز ريادتها في هذا المجال الحيوي».
وأضاف: «هذه الخطوة تمثل التزامنا بتطوير برنامج الإمارات الوطني للفضاء، واستمراراً لاستراتيجيتنا الوطنية الطموحة في تعزيز الابتكار والتكنولوجيا الفضائية، وهي جزء من رؤية طويلة المدى، تهدف إلى تمكين الأجيال القادمة لتكون جزءاً من تقدم مستدام في مجال الفضاء. نحن ماضون في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تسهم في تعزيز ريادتنا الفضائية».
من جانبه، قال سالم حميد المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يعد إطلاق اتحاد سات خطوة محورية في برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية في المركز، وإضافة هامة إلى سلسلة النجاحات التي تحققها دولة الإمارات في مجال الفضاء، مشيراً إلى أن هذا التطور يعكس الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة، ورؤيتها الطموحة لمستقبلنا في هذا القطاع الاستراتيجي، كما يمثل تجسيداً للقدرة الإماراتية على تطوير تقنيات متقدمة في مجال الفضاء، من خلال شراكات استراتيجية مع المجتمع الفضائي الدولي، تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون، ما يسهم في تحقيق أهدافنا نحو الريادة في تقنيات الفضاء عالمياً».
كما قال كيم إيول المدير التنفيذي ورئيس شركة ساتريك إنشيتيف: «نهنئ دولة الإمارات على نجاح إطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)، الذي يعد إنجازاً يعزز قدراتها في مجال رصد الأرض، ويؤكد أهمية التعاون الدولي في تطوير قطاع الفضاء.
وبصفتنا شريكاً طويل الأمد، نفخر في ساتريك إنشيتيف، بتعاوننا مع مركز محمد بن راشد للفضاء في تطوير قمر اصطناعي متقدم، يعمل بتقنية الرادار، ونتطلع إلى مواصلة هذا التعاون المثمر مع المركز ودولة الإمارات، لدفع عجلة الابتكار والمساهمة في رسم ملامح مستقبل تكنولوجيا الفضاء».
إمكانات متطورة
ويمثل «اتحاد سات» خطوة نوعية جديدة في تقنيات الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تتكامل تقنية التصوير الراداري مع الأقمار الاصطناعية التي تعتمد على التصوير بالكاميرا.
ويتميز «اتحاد سات» بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي كافة أوقات اليوم، ليلاً ونهاراً. كما يوفر ثلاثة أنماط للتصوير، تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول.
كل هذه التقنيات تجعل منه أداةً حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءاً من اكتشاف تسربات النفط، مروراً بإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة.
كما سيتم معالجة البيانات التي سيوفرها «اتحاد سات» بتقنيات مزودة بالذكاء الاصطناعي. وتُعتبر تكنولوجيا التصوير الراداري هي إحدى تقنيات التصوير المتطورة التي تمكن الأقمار الاصطناعية من التقاط صور عالية الدقة لسطح الأرض في جميع الظروف، بغض النظر عن الطقس أو الوقت من اليوم.
على عكس الكاميرات التقليدية، تعتمد تكنولوجيا التصوير الراداري على موجات الرادار التي تسمح برؤية ما وراء السحب، والظلام، وحتى الأمطار. وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات، وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.
ياسر ابراهيم
كاتب محتوى باللغة العربية شغف بالبحث والإطلاع بجانب دقة في مراعاة قواعد اللغة وعلامات الترقيم
0 تعليق