كتب.. محمد إبراهيم
تشهد الأراضي الفلسطينية للعام الثالث على التوالي تصعيدا واسع النطاق، لم يقتصر تأثيره على الجانب السياسي والعسكري فحسب، بل امتد ليطال مختلف القطاعات، بما فيها المشهد الثقافي الفلسطيني، الذي يواجه تحديات غير مسبوقة في ظل الأوضاع الراهنة.
المشهد الثقافي الفلسطيني في 2025
شهد الحراك الثقافي في فلسطين تباطؤا ملحوظا، منذ بداية عام 2025، حيث اقتصرت الفعاليات الثقافية على نطاق محلي داخل المدن والبلدات، دون قدرة على تنظيم أحداث وطنية جامعة، نتيجة للقيود المشددة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، حيث تشير التقارير إلى وجود أكثر من 898 حاجزا عسكريا في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بينها 173 بوابة حديدية تمت إضافته منذ أكتوبر 2023، ما يزيد من صعوبة التنقل بين المناطق الفلسطينية ويحد من التفاعل الثقافي بين المحافظات.
وامتدت تأثيرات التصعيد لتشمل المؤسسات الثقافية الفلسطينية، حيث فقدت الساحة الثقافية 44 كاتبا وفنانا وناشطا في المجال الثقافي خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، في حين تعرضت 32 مؤسسة ومسرحًا ومركزًا ثقافيًا للتدمير الكامل أو الجزئي، كما تضررت 12 متحفا فلسطينيا، وفقدت آلاف القطع التراثية، من بينها أكثر من 2100 ثوب تقليدي ومطرزات نادرة، إضافة إلى تدمير تسع مكتبات عامة وثماني دور نشر ومطابع.
وشهدت مدينة غزة خسائر فادحة على صعيد التراث العمراني، حيث تعرض 195 مبنى تاريخيا لأضرار جسيمة، بعضها كان يُستخدم كمراكز ثقافية ومجتمعية، كما طال الاستهداف عددًا من المواقع الأثرية والمساجد والكنائس التاريخية، التي تشكل جزءًا أساسيًا من هوية القطاع، ولم يقتصر الأمر على المباني، بل شمل أيضًا الميادين العامة والأعمال الفنية، حيث تم تدمير 27 جدارية فنية، كانت تزين شوارع غزة وتعكس هوية المدينة الثقافية.
0 تعليق