الحرب التجارية تشتعل.. بي إم دبليو تتوقع خسارة مليار يورو بسبب رسوم ترامب الجمركية - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

أصدرت بي إم دبليو، إحدى أكبر شركات تصنيع السيارات في أوروبا، تحذيرًا شديدًا بشأن الأثر الاقتصادي للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب مؤخرًا، متوقعةً خسارة الشركة مليار يورو في عام 2025.

تشير هذه التطورات إلى تفاقم تداعيات الحرب التجارية، وأثارت مخاوف بشأن تداعياتها الأوسع على الأسواق العالمية.

بي إم دبليو تواجه انتكاسة مالية كبيرة

كشفت بي إم دبليو، التي تُصنّع سيارة ميني الشهيرة في مصنعها بكاولي في أوكسفوردشاير، وتستورد وتُصدر السيارات عبر الولايات المتحدة، أن الرسوم الجمركية ستؤثر بشكل كبير على أرباحها هذا العام.

أشار الرئيس التنفيذي للشركة، أوليفر زيبسي، إلى أنه على الرغم من أن تقديرات المليار يورو لعام 2025 مُتحفّظة، إلا أنها تعكس الاضطراب الشديد الذي سببته الرسوم الجمركية، لا سيما مع الرسوم الجمركية الإضافية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.

تُعدّ هذه الرسوم الجمركية جزءًا من حملة أوسع نطاقًا من الولايات المتحدة لإعادة تشكيل العلاقات التجارية الدولية، مع تداعيات كبيرة على الشركات العاملة في كل من السوقين الأمريكية والأوروبية.

من المتوقع أن تواجه BMW خسائر مباشرة من هذه الرسوم، بالإضافة إلى إجراءات انتقامية محتملة من دول أخرى، مما يزيد من تعقيد عمليات الشركة الدولية. كما أشار زيبسي إلى أن BMW تشهد انخفاضًا في الإيرادات السنوية بنسبة 8.4%، لتصل إلى 142.4 مليار يورو.

اقرأ أيضا.. بوتين يعرض “الأمان” للقوات الأوكرانية في كورسك.. وأوكرانيا تنفي مزاعم الحصار

شركات تصنيع السيارات العالمية تشعر بالضغوط

بي إم دبليو ليست الشركة الوحيدة التي تعاني من تأثير سياسات ترامب التجارية. فقد أعربت شركة دايملر للشاحنات، الشركة العالمية الرائدة في تصنيع الشاحنات والحافلات، عن مخاوفها بشأن حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن الرسوم الجديدة.

أطلقت الشركة بالفعل برنامجًا لخفض التكاليف بقيمة 1.1 مليار يورو كاستجابة مباشرة للتحديات المتزايدة.

في الوقت نفسه، تشعر شركات تصنيع كبرى أخرى بالضائقة المالية. أعلنت شركة فولكس فاجن عن خططها لخفض 35,000 وظيفة بحلول عام 2030، بينما تُنهي شركة ستيلانتيس مصنع فوكسهول في لوتون.

ستُسرّح بورش، وهي شركة رئيسية أخرى في قطاع السيارات الألماني، ما يقرب من 4,000 وظيفة في إطار تكيّفها مع بيئة التجارة العالمية المتغيرة.

مستقبل صناعة السيارات المُبهم

تشهد صناعة السيارات حاليًا تحولًا كبيرًا، حيث تنتقل من المحركات التقليدية التي تعمل بالوقود إلى المركبات الكهربائية بالكامل.

أدى هذا التغيير، إلى جانب التوترات التجارية المستمرة، إلى خلق سوق متقلبة لمصنعي السيارات. وقد كانت عمليات خفض الوظائف في هذا القطاع كبيرة بالفعل، حيث فُقد 54,000 وظيفة لدى موردي السيارات العام الماضي وحده، ويتوقع الخبراء أن يكون عام 2025 بنفس القدر من الصعوبة.

كما كان للحرب التجارية آثارٌ مُتتالية على قطاع السيارات في المملكة المتحدة، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج السيارات والشاحنات إلى أدنى مستوى له في 70 عامًا. تشعر المملكة المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، بضغط الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، وتدفع المنطقتان نحو مفاوضات لإنهاء التوترات التجارية المتصاعدة.

ردود الفعل الأوروبية والعالمية على الرسوم الجمركية

أثار الصراع التجاري المتنامي ردود فعل قوية من القادة الأوروبيين. وصف إريك لومبارد، وزير المالية والاقتصاد الفرنسي، سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية بأنها “سخيفة”، وشدد على ضرورة إجراء محادثات دبلوماسية لتخفيف التوترات.

أعربت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، عن هذه المشاعر، محذرة من أن النزاع المستمر يمثل “جرس إنذار” لأوروبا لتوحيد صفوفها وتعزيز مكانتها الاقتصادية.

ذهب يواكيم ناجل، رئيس البنك المركزي الألماني، إلى أبعد من ذلك، واصفًا سياسات ترامب بأنها “مرعبة” ومحذرًا من أنها قد تدفع ألمانيا إلى الركود.

كما حذّر فرانسوا فيليروي دي غالهاو، محافظ البنك المركزي الفرنسي، من أن الآثار السلبية للحرب التجارية ستنعكس سلبًا على الاقتصاد الأمريكي، مما يُشكّل مأساةً ليس فقط لأوروبا، بل للولايات المتحدة نفسها.

قد تُوسّع الولايات المتحدة التعريفات الجمركية

في المستقبل، قد يتفاقم الوضع إذا وسّعت الولايات المتحدة نطاق التعريفات الجمركية لتشمل السيارات من جميع الدول.

أشار هوارد لوتنيك، وزير التجارة الأمريكي، إلى أن فرض تعريفات جمركية على السيارات من جميع الدول سيكون خطوةً عادلةً، مما قد يُفاقم الضغط الاقتصادي على المُصنّعين العالميين.

مع استمرار تصاعد التوترات التجارية، يتضح تأثيرها على الاقتصاد العالمي، وخاصةً في قطاع السيارات. لا تواجه شركات مثل بي إم دبليو ودايملر وفولكس فاجن الآثار المباشرة للتعريفات الجمركية فحسب، بل تُواجه أيضًا حالة عدم اليقين المُحيطة بسياسات التجارة المُستقبلية.

بالنسبة للولايات المتحدة، تُمثّل هذه الحرب التجارية المُتصاعدة فرصةً لإعادة تشكيل ديناميكيات التجارة العالمية، ولكن بتكلفةٍ كبيرةٍ على كلٍّ من الاقتصاد الأمريكي والاقتصادات العالمية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق