حذر رئيس المركز اليمني الهولندي للحقوق والحريات، الدكتور ناصر القداري، من تصعيد "كارثي" تشهده محافظة البيضاء، وتحديداً منطقة قيفة رداع، من قبل ميليشيات الحوثي.

وأوضح أن الميليشيات تستخدم الطائرات المسيّرة والمدفعية والدبابات في استهداف مباشر للقبائل، بهدف كسر إرادتها وتهجيرها من مناطقها.

وأشار القداري إلى أن استهداف الحوثيين لا يقتصر على تدمير البنية التحتية، بل يتعداه إلى استهداف الرموز القبلية والهوية الوطنية، إدراكاً منهم بأن قبائل البيضاء تمثل "العقبة الأكبر" أمام مشروعهم.

ووصف قبائل قيفة، المعروفة تاريخياً بـ "كرامتها ورفضها للظلم"، بأنها "نواة الثورة الحقيقية وأمل اليمنيين في استعادة جمهوريتهم".

واتهم القداري الحوثيين باتباع "سياسة ممنهجة" لتصفية قادة القبائل وتشويه صورتهم في المجتمع، خصوصاً بعد أن أدركوا قوة توحد هذه القبائل وقدرتها على إشعال ثورة واسعة تهدد مشروعهم.

وأكد أن الهجمات الحوثية، التي تشمل القصف بالطائرات المسيّرة والدبابات، تهدف إلى بث "رسائل تخويف" لبقية القبائل اليمنية، مفادها أن أي محاولة انتفاضة ستواجه بـ "الدمار والإبادة".

ووجه القداري نداءً إلى المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته، معتبراً ما ترتكبه ميليشيات الحوثي في البيضاء "جرائم حرب موثقة" تستوجب تدخلاً عاجلاً لتقديم الدعم العسكري والإنساني للقبائل ومحاسبة الميليشيات أمام المحاكم الدولية.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن "قبائل البيضاء ليست مجرد تجمعات سكانية، بل هي رمز للكرامة والحرية"، وأن ما يحدث في البيضاء "ليس نزاعاً مسلحاً عادياً، بل معركة مصيرية ستحدد مستقبل اليمن".

ودعا إلى "دعم قبائل البيضاء كضرورة وطنية وإنسانية لإحياء المشروع الوطني اليمني وتحقيق الحرية والكرامة لكل اليمنيين".