هل عادت داعش؟ الصحراء السورية وحلم إعادة الخلافة - شبكة أطلس سبورت

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل عادت داعش؟ الصحراء السورية وحلم إعادة الخلافة - شبكة أطلس سبورت, اليوم الأحد 12 يناير 2025 06:46 مساءً

في مكان نائي بين الحدود السورية والعراقية، حيث تلتقي الرمال وامتداد الصحراء، يقبع "مخيم الهول"، هو مكان يضج بالذكريات الحزينة لمئات الآلاف من النساء والأطفال الذين كانوا جزءًا من تنظيم الدولة الإسلامية، أو ما كان يُعرف بدولة الخلافة، وفي المخيمات الأخرى، لا يزال العديد من المقاتلين يتطلعون إلى فرصة لإطلاق سراحهم أو الهروب للعودة إلى محاربة لاستعادة الخلافة.

الاختباء في الصحراء

وفي قلب الصحراء السورية، يختبئ العديد من أعضاء التنظيم بعيدًا عن أعين الرقابة، منتظرين اللحظة المناسبة للانتشار مجددًا، في محاولة لعودة الخلافة بعد سنوات من سقوطها ومقتل قائدها، ورغم الضغوط العسكرية الكبيرة، لا يزال السؤال قائمًا: كيف انتقل تنظيم الدولة من السيطرة على مساحات شاسعة من العراق وسوريا إلى العيش في الصحراء بعيدًا عن الأنظار؟ بينما تظل النساء والأطفال في المخيمات تحت حراسة القوات الكردية، فهل ستعود هذه المجموعة التي اختفت عن الساحة إلى الانتشار مرة أخرى؟

خلايا نائمة وتمدّد مستمر

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن تنظيم الدولة قد انتهى بعد سقوطه في سوريا، إلا أن التنظيم لا يزال حيًا ومنتشرًا في أنحاء متعددة من العالم، خلاياه النائمة تواصل عملها في البادية السورية، وفي العراق، وخاصة في الشمال وفي إقليم كردستان، كما يمتد التنظيم إلى أفغانستان حيث يسمي نفسه "ولاية خراسان"، مُنفذًا عمليات معقدة ضد طالبان في القوقاز، وينفذ تفجيرات في روسيا، وكذلك في إندونيسيا حيث تنفذ عمليات اغتيال.

التواجد الأوسع والأكثر تهديدًا للتنظيم يبقى في أفريقيا، حيث ينشط في أكثر من 20 دولة، من ليبيا إلى غرب أفريقيا، مرورًا بالصومال، الموزمبيق، والكونغو الديمقراطية، ويستغل التنظيم حالة الفقر والجهل في تلك المناطق لاستقطاب المقاتلين، مع تنفيذ أكثر من 1200 هجوم عام 2023، والذي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 5000 شخص حول العالم، إلا أن قلب التنظيم لا يزال في سوريا والعراق، حيث انطلقت فكرة دولة الخلافة من مدينة الرقة.

من التأسيس إلى الصعود كيف بدأ كل شيء؟

بدأت قصة تنظيم الدولة في عام 2004 عندما أعلن الأردني أبو مصعب الزرقاوي عن تأسيس "جمعية التوحيد والجهاد" في العراق بعد الغزو الأمريكي، وكان الزرقاوي قد شارك في الجهاد الأفغاني ضد السوفييت إلى جانب أسامة بن لادن، ثم بدأ في تأسيس "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"، والذي تطور ليصبح ما نعرفه اليوم بـ"تنظيم الدولة الإسلامية".

المرحلة الحاسمة وصعود البغدادي

ومع مقتل الزرقاوي، جاء عام 2010 ليتولى أبو بكر البغدادي زعامة التنظيم، ويبدأ في إعادة بناء قوته، ومع إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2011 عن الانسحاب من العراق، استفاد التنظيم من الفراغ الأمني ووسع نفوذه في سوريا بعد اندلاع ثورات الربيع العربي.

جبهة النصرة وانشقاق الخلافات

وفي عام 2011، وبينما كانت سوريا تشهد موجة من الاحتجاجات ضد نظام الأسد، ظهر خلاف بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة، وهو ما أفضى في عام 2013 إلى إعلان البغدادي ضم جبهة النصرة للتنظيم، مما أدخل الطرفين في صراع دموي. هذا الصراع أسفر عن توسع التنظيم في الأراضي السورية.

الحرب ضد التنظيم

وفي 2014، بدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في شن هجمات مكثفة ضد تنظيم الدولة، ومن خلال غارات جوية وتكتيكات عسكرية، بدأت المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تتقلص؛ ففي 2017، استعاد الجيش العراقي مدينة الموصل، بينما انتزعت القوات الكردية مدينة الرقة.

نهاية التنظيم؟

وعلى الرغم من القضاء على آخر معاقل التنظيم في الباغوز السورية في 2019، وقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، إلا أن تنظيم الدولة لا يزال موجودًا في خلايا نائمة حول العالم، يواصل تنفيذ الهجمات في مناطق مثل أفغانستان وأفريقيا، تهديده الأمني العالمي لا يزال قائمًا، مدفوعًا بالتحولات السياسية والصراعات الإقليمية.

تهديد مستمر

لم يكن تنظيم الدولة الإسلامية مجرد حركة إرهابية؛ بل كان نتاجًا لصراعات إقليمية ودولية معقدة ساعدت في انتشاره، ورغم تراجعه في بعض المناطق، فإن التنظيم يظل يشكل تهديدًا عالميًا، سواء عبر خلايا نائمة أو تواجده في مناطق مثل أفريقيا وآسيا، إن قصة التنظيم هي قصة صراع طويل الأمد لا يزال مستمرًا على الرغم من هزيمته الظاهرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق