حالة من الجدل والشجب داخل أروقة أحد نوادي الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل استمرار أحد أبرز نجوم الدوري من الاستمرار في المشاركة بمباريات فريقه، وسط اتهامات رسمية بالاغتصاب وجهتها خمس نساء ضد اللاعب، وفقًا لتقارير صحفية نشرتها صحيفة "ذا صن" البريطانية، ورغم خطورة الاتهامات، يظل اللاعب متاحًا للمشاركة مع ناديه حتى اللحظة.

خلفية القضية

ظهرت الاتهامات لأول مرة في يوليو 2022، عندما تم اعتقال اللاعب، لكن لم يتم الكشف عن اسمه في وسائل الإعلام حتى الآن، وأعدّ محققو شرطة العاصمة ملفًا يتضمن الادعاءات وأحالوه إلى النيابة العامة، التي ما زالت تدرس توجيه تهم رسمية.

ومن اللافت أن اللاعب ظل يشارك بانتظام مع فريقه رغم جدية الادعاءات، ما أثار جدلًا واسعًا بين أنصار كرة القدم والنقاد، ويرى النادي أن اللاعب بريء حتى تثبت إدانته، وأن فرض أي عقوبة مسبقة سيكون بمثابة انتهاك لحقوقه القانونية.

استمرار اللاعب في الملاعب

وذكرت صحيفة "ذا صن" أن النادي الذي يلعب له النجم الكبير يلتزم بموقفه القائم على أن اللاعب يظل بريئًا حتى تثبت إدانته رسميًا، وبالتالي يُسمح له بالمشاركة في المباريات، ومع ذلك، فإن توجيه تهم رسمية من قبل النيابة قد يُغيّر هذه المعادلة.

وهذا الموقف يعكس معضلة أوسع تواجهها الأندية الرياضية عند تورط لاعبيها في قضايا جنائية خطيرة، قرار النادي أثار انتقادات واسعة من قبل الضحايا المزعومين وداعميهم، الذين يطالبون بإجراءات أكثر حزمًا من الأندية والهيئات الرياضية.

سوابق مشابهة

تعيد هذه القضية إلى الأذهان أمثلة بارزة من الماضي. ففي يناير 2022، أوقف مانشستر يونايتد مهاجمه ماسون غرينوود بعد اعتقاله للاشتباه بمحاولة اغتصاب واعتداء، واستمرت القضية تسعة أشهر قبل أن تنهار في فبراير 2023، رغم ذلك، قرر النادي أنه لن يعود للعب ضمن صفوفه، ما أدى لاحقًا إلى إعارته لخيتافي ثم انتقاله إلى مارسيليا.

وفي حالة أخرى، أوقف مانشستر سيتي مدافعه بنجامين ميندي بعد اتهامه بأربع تهم اغتصاب واعتداء جنسي في أغسطس 2021، ورغم تبرئته لاحقًا، حصل ميندي على تعويض مالي كبير عن الأجور التي تم حجبها خلال فترة تعليق مشاركته.

تداعيات القرار

ومع استمرار اللاعب الحالي في المشاركة، يواجه النادي انتقادات لاذعة من مشجعين ونشطاء يرون في القرار تعارضًا مع قيم العدالة، كما يعيد القرار فتح النقاش حول دور الأندية في التعامل مع قضايا لاعبيها خارج الملعب.

وتبقى هذه القضية في دائرة الضوء، في انتظار قرار النيابة العامة الذي قد يُشكل نقطة تحوّل حاسمة في مسيرة اللاعب والنادي على حد سواء، فهل يمكن للفريق أن يوازن بين الالتزام بالعدالة وحماية سمعته؟ أم أن هذه القضية ستفتح الباب أمام تغييرات جوهرية في تعامل الأندية مع مثل هذه الأزمات؟